تذمّر طفل كبير
أنا طفل ..و الأردن أبي ؛ و الدولة أمّي..!! وما تذمري إلا تذمّر طفل مُطيع ( تع وله .. روح وله..اقعد وله ..اخرس وله .. ) ..ولكنه مع كل إطاعة يتذمّر و هو ماشي ينفّذ ( وبعدين مع هالعيشة ..؟ ليش خلّفتوني ..وليش جبتوني ..؟؟) ..هذا في الأحوال الطبيعيّة ..فتخيّل عندما ينقطع عنه المصروف ..أتعلم ما هو المصروف لطفل صغير ..؟! هو كل دنياه ..أمّا لطفل كبير مثلي فإنه حاجاته الأساسية ..وحقّه في أن يفهم ما يجري حواليه ..!!
أنا طفل كبير ..لا أجيد التصفيق ..بل أجيد التقاط نواح الأردنيين ( الأطفال مثلي ) ولا أحب البكاء العام في الظلام ..والبكاء عندي حالة عامة ؛ على أُمّة ما زالت تهرب من ركنٍ إلى ركنٍ كي تجد ركناً غير مُنْتَزَعٍ عليه ؛ تأوي إليه لتستقر ..!! لذا ؛ فنعيي لصديق أو حبيب ؛ هو نعيّ لحالة عامّة تتقاطع معك ومع أطفالنا الكبار أمثالي..!!
ولو كان بيدي ..لجعلتهم يستبدلون المهنة عندي و يكتبون في خانتها : نوّاح و متذمّر ...بشرط غير مُعلَّق هو : حتى تصلح الأمّة ..!!
الدستور