ما الذي يسعى إليه الملك في واشنطن؟
فهد الخيطان
جو 24 : خلال أقل من شهرين، يلتقي الملك عبدالله الثاني بالرئيس الأميركي باراك أوباما مرتين؛ أواخر الشهر الماضي زار أوباما عمان في إطار جولة شملت إسرائيل والضفة الغربية، وبعد أربعة أيام سيجتمع الزعيمان من جديد في البيت الأبيض.
الأردن حليف وثيق للولايات المتحدة، لكنه لم يكن بهذه الأهمية كما هو اليوم. سلسلة التطورات التي حصلت في المنطقة خلال العامين الماضيين، عززت مكانة الأردن في السياسة الأميركية.
المسؤولون الأميركيون الذين اندفعوا في تأييد التحولات الثورية التي حدثت في عدة بلدان عربية، صاروا أكثر حذرا وقلقا من الوجهة التي تتخذها الأنظمة الجديدة في مصر وتونس. كما أن تزايد نفوذ الجماعات المتشددة في الثورة السورية، ومخاطر انزلاق سورية لحرب أهلية دموية طويلة، دفع بالإدارة الأميركية إلى إعادة تقويم مكانة حلفائها، ودعم خططهم للإصلاح السلمي المتدرج، بما يضمن المواءمة بين الاستقرار والإصلاح في نفس الوقت. لهذه الاعتبارات، لم يكن أمام الإدارة الأميركية من خيار سوى دعم عملية الإصلاح في الأردن، كي لا تخسر حليفا يكتسب أهمية استثنائية حاليا بعد خروج مصر من دائرة التأثير، ودخول سورية في أزمة مجهولة تهدد بتطوراتها المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة وحليفتها إسرائيل. يتوقع المسؤولون المرافقون للملك أن تهيمن التطورات في سورية على أجندة الملك في واشنطن. وهذا الأمر لا يتعارض كثيرا مع أولويات السياسة الأردنية في هذه المرحلة الاستثنائية.
يشعر الأردن بالحاجة الماسة إلى دعم الولايات المتحدة للحصول على مساعدات إضافية تعينه على تحمل تبعات استضافة نصف مليون لاجئ سوري، خاصة أن التوقعات تشير إلى إمكانية تضاعف هذا الرقم في غضون أشهر قليلة.
خلال زيارته لعمان، أعلن أوباما عن دعم الأردن بمبلغ 200 مليون دولار، وتعمل السفارة الأردنية في واشنطن على ضمان تحويل المبلغ للخزينة الأردنية قبل نهاية الشهر المقبل. لكن الأردن، وحسب مسؤول كبير في الديوان الملكي يرافق الملك في زيارته لواشنطن، يطمح إلى "مساعدات مكثفة من الإدارة الأميركية"، وإلى استغلال نفوذ أميركا لدى دول غنية وحثها على تقديم المساعدة للأردن الذي يواجه ضائقة مالية كبيرة. قاعات الكونغرس الأميركي ستكون مسرحا لاجتماعات مكثفة للملك. فعلى مدار يومي الأربعاء والخميس، سيعقد الملك اجتماعات مغلقة مع لجان الكونغرس، وأكثر الشخصيات نفوذا فيه، وفي البال أهداف عدة: استطلاع توجهات المشرعين الأميركيين حيال التطورات في سورية، ودورهم في دعم خطط وزيرالخارجية جون كيري، لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. "لدى الملك شعور بوجود نافذة لتحريك عملية السلام ربما"، يقول مسؤول في الديوان الملكي. كما يسعى الملك إلى الحصول على المزيد من المساعدات قبل إقرار الموازنة الأميركية مطلع شهر تموز (يوليو) المقبل، وتسوية بعض الأمور الفنية العالقة بين الكونغرس والحكومة الفيدرالية لضمان الحصول بأسرع وقت على ضمانات القروض التي أقرتها إدارة أوباما للأردن.
يحظى الأردن بدعم كبير في الكونغرس، وتختصر سفيرة الأردن في واشنطن علياء بوران، ذلك بالقول: "كل باب نفتحه في الكونغرس نلقى استجابة كبيرة". الزيارة ستشكل فرصة للتواصل مع القوى الفاعلة في المشهد الأميركي. ولهذه الغاية، سيلتقي الملك مع ممثلي المنظمات العربية والإسلامية الأميركية، كما يجتمع مع ممثلي المنظمات اليهودية ذات النفوذ في واشنطن. وسيحضر جانبا من اجتماعات مجلس الأعمال الأردني-الأميركي الذي يشارك فيه نحو 20 من رجال الأعمال الأردنيين الذين حضروا لواشنطن لهذه الغاية. وستشهد الغرف المغلقة في فندق "الفورسيزونز" عقد الملك لقاءات عديدة مهمة مع مسؤولين وفاعلين في المشهد الأميركي. لقاء القمة بين الملك وأوباما يوم الجمعة المقبل في البيت الأبيض، سيكون خاتمة نشاطات الملك في واشنطن. لكن قبل العودة لعمان، سيعرج جلالته على هايتي لتفقد القوات الأردنية العاملة ضمن قوات حفظ السلام.الغد
الأردن حليف وثيق للولايات المتحدة، لكنه لم يكن بهذه الأهمية كما هو اليوم. سلسلة التطورات التي حصلت في المنطقة خلال العامين الماضيين، عززت مكانة الأردن في السياسة الأميركية.
المسؤولون الأميركيون الذين اندفعوا في تأييد التحولات الثورية التي حدثت في عدة بلدان عربية، صاروا أكثر حذرا وقلقا من الوجهة التي تتخذها الأنظمة الجديدة في مصر وتونس. كما أن تزايد نفوذ الجماعات المتشددة في الثورة السورية، ومخاطر انزلاق سورية لحرب أهلية دموية طويلة، دفع بالإدارة الأميركية إلى إعادة تقويم مكانة حلفائها، ودعم خططهم للإصلاح السلمي المتدرج، بما يضمن المواءمة بين الاستقرار والإصلاح في نفس الوقت. لهذه الاعتبارات، لم يكن أمام الإدارة الأميركية من خيار سوى دعم عملية الإصلاح في الأردن، كي لا تخسر حليفا يكتسب أهمية استثنائية حاليا بعد خروج مصر من دائرة التأثير، ودخول سورية في أزمة مجهولة تهدد بتطوراتها المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة وحليفتها إسرائيل. يتوقع المسؤولون المرافقون للملك أن تهيمن التطورات في سورية على أجندة الملك في واشنطن. وهذا الأمر لا يتعارض كثيرا مع أولويات السياسة الأردنية في هذه المرحلة الاستثنائية.
يشعر الأردن بالحاجة الماسة إلى دعم الولايات المتحدة للحصول على مساعدات إضافية تعينه على تحمل تبعات استضافة نصف مليون لاجئ سوري، خاصة أن التوقعات تشير إلى إمكانية تضاعف هذا الرقم في غضون أشهر قليلة.
خلال زيارته لعمان، أعلن أوباما عن دعم الأردن بمبلغ 200 مليون دولار، وتعمل السفارة الأردنية في واشنطن على ضمان تحويل المبلغ للخزينة الأردنية قبل نهاية الشهر المقبل. لكن الأردن، وحسب مسؤول كبير في الديوان الملكي يرافق الملك في زيارته لواشنطن، يطمح إلى "مساعدات مكثفة من الإدارة الأميركية"، وإلى استغلال نفوذ أميركا لدى دول غنية وحثها على تقديم المساعدة للأردن الذي يواجه ضائقة مالية كبيرة. قاعات الكونغرس الأميركي ستكون مسرحا لاجتماعات مكثفة للملك. فعلى مدار يومي الأربعاء والخميس، سيعقد الملك اجتماعات مغلقة مع لجان الكونغرس، وأكثر الشخصيات نفوذا فيه، وفي البال أهداف عدة: استطلاع توجهات المشرعين الأميركيين حيال التطورات في سورية، ودورهم في دعم خطط وزيرالخارجية جون كيري، لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. "لدى الملك شعور بوجود نافذة لتحريك عملية السلام ربما"، يقول مسؤول في الديوان الملكي. كما يسعى الملك إلى الحصول على المزيد من المساعدات قبل إقرار الموازنة الأميركية مطلع شهر تموز (يوليو) المقبل، وتسوية بعض الأمور الفنية العالقة بين الكونغرس والحكومة الفيدرالية لضمان الحصول بأسرع وقت على ضمانات القروض التي أقرتها إدارة أوباما للأردن.
يحظى الأردن بدعم كبير في الكونغرس، وتختصر سفيرة الأردن في واشنطن علياء بوران، ذلك بالقول: "كل باب نفتحه في الكونغرس نلقى استجابة كبيرة". الزيارة ستشكل فرصة للتواصل مع القوى الفاعلة في المشهد الأميركي. ولهذه الغاية، سيلتقي الملك مع ممثلي المنظمات العربية والإسلامية الأميركية، كما يجتمع مع ممثلي المنظمات اليهودية ذات النفوذ في واشنطن. وسيحضر جانبا من اجتماعات مجلس الأعمال الأردني-الأميركي الذي يشارك فيه نحو 20 من رجال الأعمال الأردنيين الذين حضروا لواشنطن لهذه الغاية. وستشهد الغرف المغلقة في فندق "الفورسيزونز" عقد الملك لقاءات عديدة مهمة مع مسؤولين وفاعلين في المشهد الأميركي. لقاء القمة بين الملك وأوباما يوم الجمعة المقبل في البيت الأبيض، سيكون خاتمة نشاطات الملك في واشنطن. لكن قبل العودة لعمان، سيعرج جلالته على هايتي لتفقد القوات الأردنية العاملة ضمن قوات حفظ السلام.الغد