إيّاك أن تنزل عن الشجرة
يقال أنه أثناء محاكم التفتيش؛ كانوا يلقون القبض على من يبحثون عن عرقهم أو دينهم في منتصف الشارع ويرسم القابض دائرة حول المقبوض عليه ويقول له : لا تخرج من الدائرة حتى أذهب وأحضر السيف وأذبحك به..! العجب أن المقبوض عليه كان يطيع الأمر ولا يهرب من الدائرة ويبقى ينتظر حتى يجيء الذابح بالسلاح ويذبحه..!
كان هذا وعلى ذمّة رواة التاريخ يحدث معنا – نحن العرب والمسلمين- ؛ ورغم مرور مئات من السنين على تلك الأفعال إلاّ إننا على ما يبدو لم نغادر الدوائر..! يبدو أن دوائرنا وهميّة لا يراها غيرنا ونحن ملتزمون بالبقاء داخلها انتظاراً للذبح والسلخ و الخوزقة..!
بل إن بعضنا أصعدوه على شجرة؛ وتركوه دون رقيب ولكنهم أمروه ألا ينزل..وما زال عالقاً فوقها للآن بانتظار دوره في حرق الشجرة أو الصلب عليها أو الشنق..!
العلّة يا سادة أننا صدقنا أننا جاهزون للموت المجاني..بل استسلمنا لفكرة أن نهايتنا هي على يد أعدائنا؛ ونطيعه في الموت عسى أن يختار لنا موتاً رحيماً..!
من يرى العرب اليوم وهم يذبحون أنفسهم بأنفسهم وتحت كافة المسميات يدرك أنّ العلّة ليست الخروج من الدائرة ولا النزول عن الشجرة؛ بل العلّة أننا وافقنا على رسم الدوائر وتسابقنا للشعبطة على الأشجار..!
الدستور