لا تخافوا على الشعوب إذا تحرّكت
كثيرون يربطون الربيع العربي بالدم و الدمار..وعندما تحدثهم عن صحوة الشعوب يقفزون إلى ما حدث في سورية و اليمن والعراق وليبيا ووو..وكأن حرية الأوطان تأتي بفنجان قهوة؛ وكأنهم لا يقرأون كم دفعت الأمم التي تحضّرت أثماناً لحضارتها ..وكأنهم يريدون من الطُّغاة المستبدين الذين أحرقوا البلاد والعباد أن يطبطبوا على أكتافهم ويتنازلون عن عرش السلطة بكلمة محبّة..!
كثيرون يتوقعون أن ينتهي الجزائريون إلى ما انتهى إليه السوريون و اليمنيون و الليبيون ..وكأن المطلوب من الشعوب ألا تصحو..ألاّ تتحرك..ألاّ تثور..أن تقبل بالطاغية بالجوع و القمع و خراب الانسان أو فإنه بين قتيل ولاجئ ..!
ألا يعلم المشككون أن لقمة الخبز لها ثمن ؛ فكيف بثمن الحرية و تحرير الأوطان؟ ألا يعلمون بأن النتائج لأي تغيير أو ثورة لا تكون الآن ؛ بل بفعل التراكمات و تمرّ بتحولات كبيرة وخطيرة قد تقصر أو تطول ولكنّ جيلاً يسلّم جيلاً حتى تصل للنقطة المضيئة التي تتكشف فيها الحريّة بلا ريب أو نكوص لتبدأ الحضارة..!
لا تخافوا على الجزائريين مهما حدث.. ولو ذاقوا الأمرّين ..فالشعوب التي تتحرّك لا تنهزم ولو حاصرتها المؤامرات..