نهيق استراتيجي
منذ أيّام تجتاحني رغبة عارمة للكتابة عن الحمير .. لا أعرف لماذا..؟ كلّما سرحتُ جاء ببالي الحمار..وإذا غفوتُ رأيتُ حميراً لا حصر لها ..! حتى إنني أخطأتُ بالتعبير قبل يومين وبدلاً من أن أقول لأحدهم: صوتك حلو ؛ قلتُ له : نهيقك حلو..!
لن أدافع عن الحمار و لن أسرد حسناته التي لا توجد في بني الانسان ؛ فأبو صابر غنيٌّ عن التعريف وقد يكون أشهر من الإنسان نفسه ثقافةً ووعياً..بل إنني في مراتٍ كثيرة أشعر أن هناك قسماً من الحمير شعراء يسرحون بالطبيعة ؛ فما الذي يمنع أن يكون الحمارُ شاعراً ؟ هل هي اللغة مثلاً؟! هو – أي الحمار- ينهّق بتنغيمات لا نفهمها نحن ؛ فما أدراني وأدراك أنها قطع موسيقية و(عروض) حميري ..؟!
لا تضحكوا عليّ..وإيّاكم أن يشعر أحدكم أنني أستهزئ؛ فليس لمثلي بمقام الحمار مقومات الاستهزاء والسخرية..ولكنني - وأقسم على هذا- أكنّ للحمار معزّةً خاصةً؛ فهو على الأقلّ يعرف كيف يعودُ إليّ بين الحين والآخر بينما عشرات الأذكياء الذين أعرفهم ضيّعوني وضيّعوا معي أوطاناً تشحد الملح و الحريّة..!
اصغوا للنهيق ؛ فإنه مدرسة التائهين..وللعلم : إنه نهيق استراتيجي..!
الدستور