غزل شتائي
طقوس الكتابة تحت المطر تسلب لبّي..تحيلني إلى رجلٍ رومانسي فجأة..بل أشعر بأنني طفلٌ يريد الارتماء بحضن ما ؛ يريد أن يغمض عينيه وهناك من يداعب شعره و يغني له.
المطر رغم ذكوريّة اللفظة إلاّ أنه امرأةٌ تأخذك إلى تفاصيل أخرى غير السياسة و الهمّ اليومي و التذمر الذي أصبح مهنتي..امرأة من تحبّ الأرانب ولا تقتلهم ..تحبّ الورد الجوري ولا تقطفه ..امرأة إن ضحكت لك مع المطر ضحك الكون كلّه بتلك اللحظة..وإن غنّت لك حسبتَ المطر دموع الفرح..
منذ زمن لم أتغزل بامرأة..وأنا أحبّ الغزل الحقيقي ..أحبّ الجمال الذكيّ..أحب ثرثرة النساء حين تكون الثرثرة طقساً ساحراً وليست مناكفةً لصنع النكد الذي تتقنه أغلب النساء..!
يا للمطر الآن ! كيف فتح عليّ كلاماً لم أودّ البوح به في هذه اللحظة على الأقل؛ وكلّ ما أخشاه أن أترك نفسي للكتابة فيتحوّل بعض البوح إلى استرخاء مريضٍ عند طبيب نفسي فيقول كلّ أسراره دفعةً واحدة كي يظفر بالعلاج ولا يظفر..!
لن أسترخي كثيراً..أكتفي بهذا البوح القليل؛ فالغزل في الشتاء سلاح رجوليٌّ لا تهزمه النساء.
الدستور