حكومة الطراونة ..."كل الناس خير وبركة"
أﻛﺘﺐ ھﺬا اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﻗﺒﻞ إﻋﻼن اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻓﺎﯾﺰ اﻟﻄﺮاوﻧﺔ. ﻣﺎ اﻟﻔﺮق ﻟﻮ اﻧﺘﻈﺮت إﻟﻰ ﺣﯿﻦ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ أﺳﻤﺎء اﻟﻮزراء؟
ﺑﺼﺮاﺣﺔ، ﻻ ﺷﻲء.
ﻣﺎ دام اﻷﻣﺮ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻠﻌﺒﺔ اﻷﺳﻤﺎء ﻻ اﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﺴﯿﺎﺳﺎت، ﻓﻼ ﻣﻌﻨﻰ ﻹﻏﺮاق اﻟﻘﺮاء اﻟﻜﺮام ﺑﻜﻼم ﻋﻦ اﺗﺠﺎھﺎت اﻟﻮزراء وﺧﺒﺮاﺗﮭﻢ، ﻷن اﻷﺳﻤﺎء ﺗﺘﺴﺎوى ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻐﯿﺐ اﻟﮭﻮﯾﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎت. ﻛﻢ ﻣﻦ وزﯾﺮ اﻋﺘﺒﺮﻧﺎه إﺻﻼﺣﯿﺎ، ﻓﻮﺟﺪﻧﺎه ﻣﻌﺎدﯾﺎ ﻟﻠﺤﺮﯾﺎت؟! أرﺑﻊ ﺣﻜﻮﻣﺎت ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﯿﻦ، ﺗﺒﺪل ﻓﯿﮭﺎ ﻋﺸﺮات اﻟﻮزراء، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ اﻟﺬي اﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ اﻷداء؟
ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﻟﻮن واﺣﺪ، وﺑﺴﯿﺎﺳﺎت ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺴﯿﺎﺳﺔ واﻹﻋﻼم. ﺛﻤﺔ ﻓﺮوق ﺑﺴﯿﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎب، ھﺬا ﺻﺤﯿﺢ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ﻻ ﺷﻲء ﯾﺨﺘﻠﻒ. اﻟﻤﻘﺎرﺑﺔ ھﻲ ھﻲ، ﻻ ﺗﺘﻐﯿﺮ ﺑﺘﻐﯿﺮ اﻷﺷﺨﺎص، ﺑﺪﻟﯿﻞ أﻧﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺰال ﻧﺮاوح ﻓﻲ ﻣﺮﺑﻊ اﻷزﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮﯾﯿﻦ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي.
ﯾﻘﺎل، وﻋﻠﻰ ذﻣﺔ اﻟﺮاوي، إن رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء ﻓﺎﯾﺰ اﻟﻄﺮاوﻧﺔ ﺗﺴﻠﻢ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺸﻜﯿﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﺘﯿﻦ ﻣﺮﺷﺤﺎ ﻟﯿﺨﺘﺎر ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﻢ طﺎﻗﻤﮫ اﻟﻮزاري. ﻻ ﻏﺮاﺑﺔ أو اﺳﺘﮭﺠﺎن ﻓﻲ اﻷﻣﺮ، ﻓﻠﻮ ﺗﺮك ﻟﮫ إﻋﺪاد اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، ھﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﯿﺮا ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻤﮭﺎ؟ داﺋﺮة اﻟﺘﺮﺷﯿﺤﺎت واﺣﺪة ﻟﻜﻞاﻟﺤﻜﻮﻣﺎت؛ وزراء ﺣﺎﻟﯿﻮن وﺳﺎﺑﻘﻮن، ﻧﻮاب ﻗﺪاﻣﻰ وأﻋﯿﺎن، واﻟﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﺼﺎﻋﺪة إﻟﻰ ﻣﺴﺮح اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم.
اﻟﻜﻔﺎءة ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻣﻄﺎط وواﺳﻊ؛ ﻓﻤﻦ ﺑﻮﺳﻌﮫ وﺿﻊ ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ دﻗﯿﻘﺔ ﻟﻘﯿﺎس اﻟﻜﻔﺎءة؟ وﻛﯿﻒ ﻟﺮﺋﯿﺲ وزراء ﻣﻜﻠﻒ أن ﯾﻔﺎﺿﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺮﺷﺤﯿﻦ؟ ﻓﻲ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ، ﺗﺨﺘﺎر اﻷﻏﻠﺒﯿﺔ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﯿﺔ رﺋﯿﺲ وزراء ﯾﻤﺜﻞ ﺧﻄﮭﺎ وﯾﺤﻤﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﮭﺎ، وﯾﺄﺗﻲ اﻟﻮزراء إﻟﻰ ﺗﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻓﻖ ھﺬااﻟﺴﯿﺎق.
اﻟﺤﺎل ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎ؛ رﺋﯿﺲ ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻤﮭﻤﺎت ﻣﺤﺪدة ﺳﻠﻔﺎ (ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻤﮭﻤﺎت واﺣﺪة ﺗﻘﺮﯾﺒﺎ ﻟﻜﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت)، ﺛﻢ ﯾﺸﺮع وﻓﻖ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﻤﻠﻤﺔ ﻓﺮﯾﻘﺔ اﻟﻮزاري. ﻟﯿﺲ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ﻣﻨﮫ أن ﯾﻌﺪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ ﻟﻠﺤﻜﻢ. واﻟﻤﻔﺎرﻗﺔ أن اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﯾﺨﺘﺎر طﺎﻗﻤﮫ ﺛﻢ "ﯾﺮّﻛﺐ" ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ!
ﻻﺣﻈﻮا ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت ﺣﻮل ﺷﻌﺒﯿﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت، ﻋﻠﻰ ﻓﺮض دﻗﺘﮭﺎ اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ؛ اﻟﻨﺴﺐ ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ داﺋﻤﺎ، وﻓﺮوق اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﻣﺤﺪودة ﻟﺪى أﻏﻠﺐاﻟﺤﻜﻮﻣﺎت.
واﻟﺴﺒﺐ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﺔ ﻓﻲ ﺑﺮاﻣﺠﮭﺎ وﺗﺸﻜﯿﻼﺗﮭﺎ. وﺻﺎر ﻣﻦ اﻟﺴﮭﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻗﺐ ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻟﺘﺪاﺧﻞ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﯿﺒﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت؛ ﺣﯿﺚ ﺗﺠﺪ وزراء ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺳﻤﯿﺮ اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ ﯾﻨﻀﻤﻮن إﻟﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻌﺮوف اﻟﺒﺨﯿﺖ، وﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺨﺼﺎوﻧﺔ إﻟﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻄﺮاوﻧﺔ.
وﻻ ﻧﻔﺎﺟﺄ ﺣﯿﻦ ﯾﻌﻮد رﺋﯿﺲ وزراء أو وزﯾﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺎت زﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺮﻓﯿﺔ إﻟﻰ ﺣﻜﻮﻣﺎت اﻟﻌﮭﺪ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﻲ؛ ﻓﻔﻲ ﻏﯿﺎب اﻟﻤﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﯿﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت، ﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺮﺋﯿﺲ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺳﻮى اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ داﺋﺮة اﻷﺻﺪﻗﺎء واﻟﻤﻌﺎرف واﻷﻗﺎرب، وﻣﺴﺎﻋﺪة "اﻟﺨﯿﺮﯾﻦ" ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ، آﺧﺬا ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺪدات اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻤﺜﯿﻞ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎت واﻷﻗﻠﯿﺎت واﻷردﻧﯿﯿﻦ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﻲ واﻟﻨﺴﺎء، واﻷطﻔﺎل أﺣﯿﺎﻧﺎ.
ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻛﻨﺎ ﻧﺄﺧﺬ ﺗﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻞ اﻟﺠﺪ، وﻧﻨﮭﻤﻚ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﯿﻚ ﺗﺮﻛﯿﺒﺘﮭﺎ، واﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﺗﺠﺎھﺎت طﺎﻗﻤﮭﺎ اﻟﻮزاري وﺗﺼﻨﯿﻒ أﻋﻀﺎﺋﮭﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﻮاﻗﻔﮭﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ. ﻣﺆﺧﺮا، اﻗﺘﻨﻌﺖ أن اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺴﺨﺎﻓﺔ، وأﻧﻨﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻜﺘﺎب ﻧﻀﺤﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮاء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤّﻤﻞ اﻷﻣﻮر أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺤﺘﻤﻞ.
ﻻ ﺷﻲء ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮﻟﮫ ﺻﺤﯿﺢ. اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ أﺑﺴﻂ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜﯿﺮ، وﻻ ﻓﺮق ﯾﺬﻛﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻓﻲ ﻏﯿﺎب اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ واﻟﺒﺮاﻣﺞ.
إزاء وﺿﻊ ﻛﮭﺬا، ﻻ ﻧﺠﺪ ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺒﺎرة اﻟﺪارﺟﺔ ﻟﻨﻘﻮﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﯿﯿﻢ أي ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﯾﺪة، ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺸﻜﯿﻞ وﺑﻌﺪه ﻻ ﻓﺮق: "ﻛﻞ اﻟﻨﺎس ﺧﯿﺮ وﺑﺮﻛﺔ".
(الغد)
