الناس مقامات
كامل النصيرات
جو 24 :
مثل أي مشهد في أي فيلم عربي رديء؛ تصادف ((الأرفل)) مع فاسد كبير عند مكتب مسؤول..الأرفل كان بموعد مسبق و الفاسد بلا مواعيد كالعادة..! عندما فزّت السكرتيرة من مكتبها ترحّب و تُهلّي استغرب ((الأرفل)) أن تمنحه كلّ هذه الحفاوة التي سرعان ما اكتشف أنها ليست إلاّ للفاسد الكبير الذي يقف خلفه..والذي انفتح بوجهه باب المسؤول الذي كان ينتظره عند العتبة بوجه رخيص و أنفاس لاهثة ..! وقبل ان يغلق الباب نظر الفاسد للأرفل نظرة احتقار قائلاً للمسؤول: الناس مقامات معاليك..!
حاول الأرفل أن يقنع سكرتيرة المسؤول أنه جاء على موعده وأن ما حدث خرق للعدالة ..وهي تحاول ان تقنعه بأن الموعد كان في مكتب المسؤول وليس مع المسؤول وليس معناه أن يدخل على الموعد..!
مرّت ساعتان واكثر؛ والضجر و القهر يحتلان الأرفل الذي يتبادل نظرات (الشرر الأحمر) مع السكرتيرة و التي تحاول جاهدة عدم النظر في عينيه إلاّ إنها لا تنجح في ذلك..
وقف الأرفل..وبحركة عصبية اقتحم الباب بسرعة ..لم يكن المسؤول على كرسيه..بل الفاسد الكبير يجلس مكانه ؛ والمسؤول على كرسي من كراسي الضيوف ككومة لحم تقول للفاسد الكبير: الناس مقامات يا باشا وانت مقامك محفوظ..!