افتحْ حنفيّة ؛ سكّرْ حنفيّة
تأملني الأرفل طويلاً ؛ كنتُ أعتقد بأنه سيشمطني كفّاً لسخافة أسئلتي..لكنه سرعان ما ابتسم واشعل بقايا سيجارة في جيبه و أخذني من يدي وقال لي : تعال معي..
جرّني ..لم يتكلّم طوال الطريق..أراد أن يدخلني إلى مسجد كبير ؛ فنزعتُ يدي من يده وقلت له : وحّدْ الله ؛ مش على وضوء..! فقال وهو يجرّني أكثر: تعال معي بلا فلسفة عرب أيتام..!
أدخلني الى المتوضأ..وقال لي وهو يفتح بكل الحنفيّات التي ينهمر الماء منها : شايف؟ ثم يغلق حنفية ..شايف؟ ثم يفتح حنفيّة ..شايف ؟ شايف ؟ شايف ؟؟؟ قلت له: والله شايف وعارف وين العبرة؟!.
عصّب الأرفل قليلاً وقال لي: على هونك..مثل هذه يوجد حنفيات كبيرة في أوطاننا ..حنفيّة كهرباء..حنفية مياه..حنفيّة عسكر..حنفية مساعدات..حنفية هواء..حنفية شوكلاتة ..حنفية كاتش أب..وهكذا..! في المسجد إن أردت أن ترضي ربّك فتحت الحنفيّة وتوضأت وصلّيتَ له..أما الحنفيّات الكبرى لا يفتحونها لك إلا إن صليتَ لهم وأرضيتهم..
في المسجد تفتح الحنفية أولاً وتصلي لتنال الرضا..أما في السياسة والأوطان تصلي بلا وضوء أولاً وتنال الرضا ثانياً كي تفتح الحنفية..!