فلسطين ستبلعكم
كامل النصيرات
جو 24 :
من على أعلى قمّة جبلٍ في الوطن وقف ((الأرفلُ)) المخنوق يصيح ويصيح لكي يرتاح صدره المليء بالعبرات و الزفرات:-
ما زال الضجيج يعلو يا وطني بصفقة القرن؛ القرن الذي لا نعرف طوله وعرضه ولكنّ الراجفين من العرب الذين لم يقرأوا قصة واحدة من التاريخ وكيف تتشقق الأرضُ وتُخرج بدل الزرع سيوفاً وكيف تتحوّل جذوع الأشجار إلى أحصنة عربية أصيلة و كيف تمطر السماء شهداء وفرساناً ؛ وإن شدّوا على ظهر الخيل ماجت الأرض و ارتعب الأعداء وعادوا من حيث أتوا..!وإن لم يعودوا فلسطين ستبلعهم..
ثم جثا ((الأرفلُ)) على ركبتيه واخذ يبكي وهو يضع يديه على وجهه ويقول بكلمات يقطعها النشيج:
لله درك أيها الوطنُ الكبير وأنت ترى فلسطين ؛ كلّ فلسطين تٌباع علانية بأسواق النخّاسين ..لله درّك وأنت تشير بإصبعك النازف حكايا وأحلاماً إلى القتلة و السفلة الذين يضعون فلسطيننا في حقيبةٍ أو (بقجة) ويطوفون بها لعلّ السعر يرتفع ولعلّهم يحافظون على رضا أعداء فلسطين في طريق التجارة وبيع الأوطان..وما دروا ان فلسطين ستبلعهم.
لله درك يا وطني وأنت سيد الهوى و تُسقِط بالهوى صفقة القرن ورجلاً تاجراً ما إن قام ليبيع حتى هوى..