كازوز الزمن الجميل
كامل النصيرات
جو 24 :
رأيتُ دمعتين تتشكلان في عينيّ ((الأرفل)) وانا اتفشخر عليه بـ(كازوزة) غير مرتجعة من التي بدأت تجتاح الأسواق الأردنية ذات الحجم (القزم) ..أبعدها بيده وغرق في نوبة ذكرى وقال :
يرحم (الكازوز) تاع زمان لمّا كان للقنينة هيبة ..أتخيلها الآن أمامي بكامل أناقتها..
إنها العمر المليء بالزمن الجميل..عمرك الذي بقي هناك وأنت تركض من عند (الدكنجي) بالكازوز البارد في عزّ اللهيب ؛ كي تصل البيت وتقدمه للضيوف بأعلى برودة ممكنة..
أنت كنت هناك وأنت تحاول ألا تكسر كازوزة واحدة كي لا يضيع عليك الرهن الذي حجزه الدكنجي مسبقاً..
قلبك هناك وأنت تتسابق مع العيال كي تحظى بقنينة السفن الخضراء بالذات ؛ كي تجرب استحضار الخمر الذي كنت تراه في أفلام عادل إمام مثلاً ..وتطلب ممن حولك أن يدقوا القناني معك وأنت تثقل لسانك كي تبدو مغموساً بتمثيل دور المخمور..
عيناك كانتا هناك وانت توزع على الجميع الكازوز وترى كيف أن الكبار يميلون إلى الميرندا بالذات لأنها أكثر هيبة لهم..
روحك ما زالت بذلك العمر لأنك أحرقتَ العمر ولم يحترق معه جنونك بتلك اللحظات حين كنت تلفّ على كل قناني العمر وتستحلب منها ما بقي من وراء الجميع..تلك التي استقرت في قاع الكازوز ولم تخرج معهم أثناء المزمزة.!