الناس يحترمون البدلة
كامل النصيرات
جو 24 :
أتذكر يا ((أرفل)) حين ذهبتَ مع أحد أبناء قريتك إلى عرس ..ابن قريتك شحد البدلة من صديق وأنت لبست ملابسك النظيفة ولكنها مش بدلة ..وتأخرت أنت عند الدخول ..هل رأيت كيف وقف الجميع و سلّموا عليه و أجلسوه بعد أن (أوجدوا له كرسياً) ..وأنت دخلت بعدها يا أرفل...قالوا لك (أهلين) لكنها كانت (أهلين) باردة لا دفء فيها ..ووقفت تنظر في كل الاتجاهات لعلك تجد كرسياً ..لم يتطوّع أحد ليجلسك ..إلا ابن قريتك الذي قام لكي يجلسك ..فتسابق الجمع ليأتوا لك بكرسي و الحقيقة كي لا يبقى ابن قريتك (شحّاد البدلة ) واقفاً..
عليك أن تتغير يا أرفل ..و يجب أن تصدّق مقولة البشر العربي حينما يقولون : الهط على كيفك و البس على كيف الناس ..! لبسك ليس كيفك بل هو كيفهم ..وإن لم تفعل ستظل تصارع الدنيا و تصرعك ..!
الناس مقامات ..و المقامات عند الناس هي اللبس و السيارة و العطر و الجخّة ..عليك أن تجخ ..جُخ..جخْ..جُخ..ما الذي يمنعك من أن تجخ..يا أرفل..؟.
أمسكني الأرفل وبطحني أرضاً ووضع حذاءه عليّ وقال بجنونه الأردني والفلسطيني: أنا الأرفل؛ لابس وإلاّ مش لابس وين ما بترميني بجي واقف..!