من سرق الرغوة..؟
وهو تحت الدشّ تماماً ؛ يريد أن يزيح تعب اليوم من عليه ؛ أمسك ((الأرفل)) الصابونة الجديدة وحاول أن يمرّج بها جسمه؛ ليكتشف بعد عدة محاولات بأنها (لا ترغي) ..! وهو يدرك أن الحمام بلا رغوة يساوي صفراً في عُرف النظافة ..
أمسك بعلبة شامبو موضوعة على رفّ صغير داخل الحمّام ووضع قليلاً على يده ومرّج به جسده المتعب ؛ لا فائدة ..لا رغوة تحدث ..! تعجّب الأرفل..ما الذي يحدث ؟ من سرق الرغوة؟ من عطّل من المنظفات هذه الميزة العظيمة ..؟.
نشّف نفسه سريعاً ولبس وخرج إلى السوبر ماركت ..انتقى مجموعة من الشامبوهات و الصابونات وعاد إلى الدشّ و فتح إحدى علب الشامبو فلم ترغِ والثانية كذالك والصابون أيضاً..كاد يُجنّ ..ما الذي يحدث ..؟ ما الذي يمنع وصول الرغوة ؟ من له مصلحة ببقاء الوساخة و عدم تحقيق النظافة ..؟!
وضع الصابون والشامبو أمامه وهو جالس على البلكونة يتأمل المكتوب عليهما ..تفاجأ بأن كل نوع شامبو مكتوب عليه : شامبو صفقة القرن ؛ شامبو الربيع العربي؛ شامبو وقف الطائفية ..وعلى الصابون : صابون محاربة الفساد ..صابون مكافحة البطالة ..صابون محاربة الفقر..صابون الانتظار ..!
ضحك الأرفل ..بكى الأرفل..أخذ المنظفات وألقى بها في الحاوية ..وصوت نشيجه يملأ الطرقات..!