من يؤيد العدوان على سورية؟!
فهد الخيطان
جو 24 : جانب من السجال الدائر حول العدوان الإسرائيلي على سورية ليس مبرَرا على الإطلاق؛ وأعني الأصوات التي ارتفعت مبتهجة ومتشفية بقصف الطائرات الإسرائيلية لمواقع عسكرية في سورية.
على امتداد العالم العربي، هناك انقسام شعبي عميق حول الأحداث الجارية في سورية، أخذ في الآونة الأخيرة طابع الاستقطاب الحاد بين مؤيد للنظام السوري وداعم للثورة ضده. وتعطي التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة حقيقية عن طبيعة هذا الانقسام وحجج الفريقين، والتي تصل إلى حد تبادل الاتهامات الجارحة والتخوين، والأسوأ من ذلك الاصطفاف على أسس مذهبية وطائفية.
هذه الحالة، وللأسف، مرشحة للاستمرار حتى لو سقط نظام بشار الأسد خلال أشهر. لكن المستغرب حقا هو أن نختلف تجاه عمل عدواني إسرائيلي بحق بلد عربي، اتخذ على الدوام موقفا معاديا لإسرائيل باعتراف معارضيه قبل مناصريه. بالطبع، هذا الموقف من إسرائيل لا يمكن أن يكون، في أي حال من الأحوال، مبررا للجرائم التي يرتكبها النظام ضد شعبه. وكان الأجدر به أن يمنح الحرية لشعبه قبل أن يطلبها للشعوب التي ترزح تحت نير الاحتلال.
تعرضت سورية للعدوان الإسرائيلي عدة مرات قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، ولم تكن التيارات السياسية والشعبية تتأخر في إدانة العدوان والتضامن مع النظام السوري في مواجهتها، وفي بعض الأحيان كانت أطراف في المقاومة الفلسطينية تبادر إلى ردود "متواضعة" انتصارا لسورية. لم يكن النظام السوري وقتها ديمقراطيا؛ صحيح أنه ليس دمويا كما هو اليوم، لكنه كان كما هو منذ أن تولى السلطة: نظام الحزب الواحد والفرد الواحد.
ليس شرطا أن تكون في خندق النظام كي تدين العدوان على سورية. يمكن أن تكون مع المعارضة، أو أن تتخذ موقفا محايدا من الصراع هناك، لكن في جميع الحالات يتعين علينا أن نكون في صف أي بلد عربي يتعرض لعدوان إسرائيلي.
إدانة العدوان وشجبه لا يعد تضامنا مع النظام؛ بل مع سورية، كيانا وشعبا. وواجب الرد عليه لا يقع على عاتق النظام السوري وحده، وإنما على المعارضة المسلحة أيضا.
إسرائيل تريد سورية ضعيفة ومفككة، بصرف النظر عمن يحكمها. وكل ما يعني إسرائيل في الصراع الدائر هناك هو أن لا يتوفر للمقاومة في المستقبل سلاح يهدد أمنها؛ تخشى من "الكيماوي" ووصول الصواريخ لحزب الله، ومن تمركز مجموعات متطرفة قرب حدودها، عدا ذلك فلتحترق سورية وشعبها.
الضربة الإسرائيلية التي تعرضت لها سورية مؤخرا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. ومن غير المستبعد أن نشهد في قادم الأيام عمليات إسرائيلية أوسع في العمق السوري، هدفها الوحيد تدمير كل ما من شأنه أن يشكل تهديدا لأمن المحتل الإسرائيلي.
لم يعد للنظام السوري ببنيته الحالية مستقبل؛ التغيير سيحصل عاجلا أم آجلا. لكن من العار أن نستنجد بإسرائيل لإتمامه.الغد
على امتداد العالم العربي، هناك انقسام شعبي عميق حول الأحداث الجارية في سورية، أخذ في الآونة الأخيرة طابع الاستقطاب الحاد بين مؤيد للنظام السوري وداعم للثورة ضده. وتعطي التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة حقيقية عن طبيعة هذا الانقسام وحجج الفريقين، والتي تصل إلى حد تبادل الاتهامات الجارحة والتخوين، والأسوأ من ذلك الاصطفاف على أسس مذهبية وطائفية.
هذه الحالة، وللأسف، مرشحة للاستمرار حتى لو سقط نظام بشار الأسد خلال أشهر. لكن المستغرب حقا هو أن نختلف تجاه عمل عدواني إسرائيلي بحق بلد عربي، اتخذ على الدوام موقفا معاديا لإسرائيل باعتراف معارضيه قبل مناصريه. بالطبع، هذا الموقف من إسرائيل لا يمكن أن يكون، في أي حال من الأحوال، مبررا للجرائم التي يرتكبها النظام ضد شعبه. وكان الأجدر به أن يمنح الحرية لشعبه قبل أن يطلبها للشعوب التي ترزح تحت نير الاحتلال.
تعرضت سورية للعدوان الإسرائيلي عدة مرات قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، ولم تكن التيارات السياسية والشعبية تتأخر في إدانة العدوان والتضامن مع النظام السوري في مواجهتها، وفي بعض الأحيان كانت أطراف في المقاومة الفلسطينية تبادر إلى ردود "متواضعة" انتصارا لسورية. لم يكن النظام السوري وقتها ديمقراطيا؛ صحيح أنه ليس دمويا كما هو اليوم، لكنه كان كما هو منذ أن تولى السلطة: نظام الحزب الواحد والفرد الواحد.
ليس شرطا أن تكون في خندق النظام كي تدين العدوان على سورية. يمكن أن تكون مع المعارضة، أو أن تتخذ موقفا محايدا من الصراع هناك، لكن في جميع الحالات يتعين علينا أن نكون في صف أي بلد عربي يتعرض لعدوان إسرائيلي.
إدانة العدوان وشجبه لا يعد تضامنا مع النظام؛ بل مع سورية، كيانا وشعبا. وواجب الرد عليه لا يقع على عاتق النظام السوري وحده، وإنما على المعارضة المسلحة أيضا.
إسرائيل تريد سورية ضعيفة ومفككة، بصرف النظر عمن يحكمها. وكل ما يعني إسرائيل في الصراع الدائر هناك هو أن لا يتوفر للمقاومة في المستقبل سلاح يهدد أمنها؛ تخشى من "الكيماوي" ووصول الصواريخ لحزب الله، ومن تمركز مجموعات متطرفة قرب حدودها، عدا ذلك فلتحترق سورية وشعبها.
الضربة الإسرائيلية التي تعرضت لها سورية مؤخرا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. ومن غير المستبعد أن نشهد في قادم الأيام عمليات إسرائيلية أوسع في العمق السوري، هدفها الوحيد تدمير كل ما من شأنه أن يشكل تهديدا لأمن المحتل الإسرائيلي.
لم يعد للنظام السوري ببنيته الحالية مستقبل؛ التغيير سيحصل عاجلا أم آجلا. لكن من العار أن نستنجد بإسرائيل لإتمامه.الغد