كمشة مفاتيح
كامل النصيرات
جو 24 :
أنا عمرٌ بلا أنيابْ
ومفتاحٌ بلا أبوابْ
و دربٌ لا يناسبني
فدربٌ للهوى كذّابْ
العرب من الأمم التي تستهويها فكرة المفاتيح بل (المداليات) التي يتدلى منها كمشة من المفاتيح ..باعتبار أنها أمّة مليئة بالأسرار مع أنها أكثر أمة مفضوحة بين الأمم..! نحن الوحيدين الذين على استعداد أن نقول سرّاً في الشارع العام وبعلو الصوت ونطلب من الجميع كتمانه بل ونعاتب من يهرّبه للأعداء..!
فكرة كمشة المفاتيح تدلّ دلالة نفسية على شخصية العربي الذي يعتقد بأنه حينما خرج من البيت أخرج معه الخوف عليه ؛ لأنّ مفاتيحه تتدلى على خاصرته كأنها مفاتيح الجنة..لذا فالمفتاح مقدّس عندنا لدرجة أننا حينما نسمح لأي أحد باستعماله فإننا نوصيه : دير بالك عليه..أوعى يضيع..لا يشوفوا فلان معك..حاول ما تخلّي حدا يشوفك ..! وننسى بذات الوقت القفل و الحلق..ننسى أن أقفالنا رديئة ولا تحتاج إلى مفتاح..وحلوق أبوابنا كحلوقنا عند الكلام (منظر بلا محضر)..لأننا نقدّس رمزية المفتاح و ننسى قاعدة الرمز التي يجب أن يذهب العمل عليها ولو كانت متينة لما استطاع (أخو أخته) أن ينالها من أول نظرة..!
بعد مفاتيح العودة للأرفليين و مفاتيح الهجرة السورية ..ومفاتيح غربة الليبين..ومفاتيح قلوب العراقيين..أخشى أن يتحوّل هذا الوطن العربي إلى أكوام من المفاتيح في شوارع الغربة ولكن لا أقفال لها حتى لو تنازل لنا الأعداء عنها بالكامل..