المقامة العنتريّة
كامل النصيرات
جو 24 :
يقبعُ في زاوية الحسرةِ..يحملُ ذكرى الوثباتْ؛ بثباتْ..يعرفُ أنّ الوقتَ تغيّرْ..يعرفُ أنّ لعنترْ؛ شرط الوقفة كي يتبخترْ..كي يحملَ سيفاً ؛ يركبَ خيلاً..ويطاردَ أعداءَ الداخلِ والمَهْجرْ..يعرفُ أن الوردةَ عبلةَ لن تتكرّرْ..! وبكى عنترْ؛ حين تذكّرَ عبلةَ في الزاويةِ المَحْشرْ..! وتذكّرْ..كيف يردُّ خيولَ بني عبسٍ عنها ؛ وتذكّرْ ؛ أنّ الوقفةَ ما عادت وقفةْ..سكنتْ جسدَ العاشقِ رجفةْ..وانهارَ بها الوطنُ الأكبرْ..!
عنترْ..يا عنترْ..يا وجعَ الأردنّ إذا شمّرْ..يا وجهَ فلسطينَ إذا زمجرْ..يا صاحبَ هذا ((الأرفلِ)) في المضمون وفي المظهرْ..يا من صرتَ تلاعبُ في عزّ الظهرِ أرانبَ لا تُقهرْ..يا من أعجبكَ النومُ بوقتِ الشدّةِ : إنّ الشدّة لا تتأخّرْ..والحلُّ بوقفتك الكبرى..أن تملأ زاوية الحسرةِ أسلحةً ومبادئَ للتحريرِ وأن لا تنظرَ خلفكَ؛ لا تنتظرِ العربانَ على جَمَلٍ أعرجَ ما زال يغنّي؛ يتراقصُ؛ يجمعُ في الدرب (حشيشاً) ويخبّئُ كلّ حبوبِ (الكبتِ) لكي يسهرْ..!
عبلاكْ تُلاكْ..وأنتَ اللاواقفُ في أيّ مكانٍ.لستَ هنا ..لستَ هناكْ..عيوبكَ زادت يا عنترْ..خيلُكَ لم تصهلْ منذُ النومُ تجبّرْ..قفْ مرّةْ..آخر مرّةْ..وتلوَّ كالحيّةِ خذْ ثأركَ وتجبّرْ..وتصدّرْ..وتدافعْ وتغبّرْ..واسحبْ سيفَكَ كي يخشاكَ الجمعُ الأكثرْ..اجعلْ خيلَكَ تثأرْ..رملَكَ يثأرْ..صمتَكَ يثأرْ..
وقفتَكَ الرافعةَ الرأسَ ولا تخشَ بأنْ تُدحَرْ.. وقفتَكَ الكبرى يا عنترْ..