بالع الموس علی الحدين
شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
ذات يوم کان منور صاحب الروح الخفيفة والدعابة الطارٸة ساٸق حافلة رکاب بالأجرة علی خط ناعور_مادبا وبعد مخالفته من قبل رقيب السير کان يقود الحافلة بطريقةٍ عصبية وإذا براکبٍ علی الطريق يٶشر له من أجل الرکوب ، وعندما فتح منور شباك الحافلة وإذا بالراکب مصاب بالحَوَل للعينين المتنافر ، فسأله منور ”وين رايح؟" ،فقال له الراکب ”علی مادبا"، فقال منور ممازحاً له ” والله إنت ودك علی مادبا وعيونك ودهن علی ناعور إرکب".
أنا زوج المعلمة وأبُُ لأربعة طلاب في المرحلة التأسيسية وطالبة في الثانوية العامة وابني البکر في فريزر ديوان الخدمة المدنية ريثما يتم تذويبه في السنين القادمة وتحويله من الحالة الصلبة إلی الساٸلة لتعيينه معلماً في السلك التربوي ،علی أني أنا وأمي وبقية الأسرة مواطنون صالحون ونطفات مبارکة، نمر بحالة ازدواجية الانحياز واللاقرار النهاٸي مع من نکون ؟، هل أنحاز للمعلم الذي ما أنا إلا نتاجه ومنحوتة بشرية تنتمي لنموذج المعلم القدوة القديم ؟، بينما بعض نماذج المعلمين الجدد تجعلك تتوقف حتی عن الکتابة في هذا الشأن وتکتفي بالمراقبة والصمت والمشاهدة عن بعد ، وإذا ذهبت لأتعاطف مع أطفالي أجرمت بحق زوجتي وابني وأختي وکذلك إن وقفت لجانب المعلم أصابني وخز الضمير والشعور بالذنب لهٶلاء الأطفال الذين يفتحون خزانة ملابسهم يتبرکون بملابس المدرسة الجديدة ويلمعون الحقاٸب ومطرات الماء الملونة.
حالةُُ من التشظي ومشهدُُ مرعب بکل أبعاده حد القلق ، لکن کل ما تحدثت عنه هو خطايا تجرها الدولة الأردنية علی شعبها المحتسب تحت مناشير سياستها الاستفزازية الموسومة باللامبالاة.
الملك يسافر إلی الولايات المتحدة والوطن مأزوم في أهم روافع الدولة النهضوية وهي العملية التربوية تارکاً عناوين التأويل لکل ما يجري مفتوحة حتی صرنا نسمع عبارة ”الملك وين " ” وين الملك" ؟،من المعلم وولي الأمر والطالب ، وموسی الرابع الذي ادعی الولاية العامة خرج علينا بکارزمة فرعونية لغاية الآن لم نهضم الرجل الأضعف سياسيا علی مرّ عهود قصر الرابع ، ومجلس النواب أشبه بحارات الرداحات وتصفية الحسابات والحسبات السياسية علی حساب الجميع، فقد أصبحوا يجلسون أمام مراياهم أکثر الأوقات لترميم القبح الذي اعتراهم والعودة لقواعدهم الشعبية لأن حل مجلس القرارت والممارسات المشبوهة أصبح قنبلة موقوتة ربما سيفجرها الملك حال عودته مع إقالة حکومة التأزيم .
هل مغيطة إضراب المعلمين بين إصبعي الدولة تقوم بمطها وتقليصها دون التنسيق مع مجلس النقابة مع سبق الإصرار والترصد لإضعاف حکومة الرزاز التي لا تملك حتی الولاية الخاصة تمهيداً للإطاحة بها والتي تم إدارتها من قبل الرٸيس تويترياً وفيسبوکياً وتصريحات مستفزة ؟، وکذلك حل مجلس النواب کأزمة تکتيکية مفتعلة کوجبة دسمة لفك إضراب المعلمين مقابل حلول منطقية مرهونة بالزمن الذي تستغرقه الدولة بإجراء انتخابات وإصدار قانون انتخابي جديد وأن تبر الحکومة بوعودها التي ستقطعها علی نفسها للمعلمين وهي بين الياءات الثلاث ؟، وهل ستکون هناك حکومة تسيير أعمال يترأسها رٸيس وزراء تکنوقراط تقليدي ؟.
نحن الشعب کما أشغلتنا لعاعة الإضراب ومباراة البنg بونg بين الحکومة ونقابٓة المعلمين سوف تشغلنا الانتخابات القادمة لأکثر من عام وهو بمثابة أخذ نفس وإجازة للحکومة وتخفيفاً لضغط الشارع عليها وخاصةً إذا ما أتت الشعبوية أکلها حين يتم إقالة الحکومة وحل مجلس النواب انتصاراً مبرمجاً للشارع کانت أهم أسبابه مماطلة إضراب المعلمين لتضخيم الحدث ومسح السکين برقبة الحکومة وجلد مجلس النواب.
حتی تلك اللحظة ُسيبقی موس الشعب ذو الحدين ما بين مد الحلق وجزر البطن حتی سيترك جراحاً لدی المواطن الواعي علی کلا الحالين لن تشفيها لعبة الحکومة الخطرة وتعنت نقابة المعلمين بحقها الذي يکتسب أحقية وضرورة ملحة وحاجةٍ قصوی !۔