jo24_banner
jo24_banner

{بلا طوابع بريد :إلی أحمد حسن الزعبي}

شبلي حسن العجارمة
جو 24 :

  أيها المنفي عن وطنك في وطنك,أيها المبعد عن مبدأك في مبتداٸك وخبرك بلا ناصبٍٍ ولا جازم ولا علة  ,أيها المصلوب علی خشبة  إحساسك الوطني بجريرة حسك الصادح بالحقاٸق الخشنة ,أيها  القروي الشمالي المدنف بحب عمان لا ادعاءً ,والدامع في مقلتي مادبا لا متباکياً ,أيها الکاتب المتشظي فوق شيحان والشراه وعلی هامة مٶاب,أنت من يظفر جداٸل الحکايا بنکهة  الوجع الممجوج ,وأنت من يذب ذباب الکذب عن وجه شعبه الکالح ويمسح بمحرمة جدته البرتقالية  مرآة بحرنا المالح .
    أخي الأردني الفلاح الحوراني العتيق,لقد بات قلمك يدمي مقلة العيوب حتی بات  قاب قوسين أو أدنی من شرك مٶامرات الخسة ودناءَة المبدأ ,وکلما أوغلت بفأسك أيها الحطاب الطيب كلما حاولت نهش ظهرك کلاب الغابة الضالة,لقد عمدتك کرمة العلي بريقها فلا تخشی من عقارب الظلال أو أفاعي الجحور المنسية الباردة ,سوف يهطل الندی علی جبينك وقلمك وفأسك وستشرب حبرك ينابيع راجب وسيل حسبان وعفرا,وستبحر نحو الأفق البعيد بسنبلة قمحٍ حورانية ,وشکوة لبنٍ  کرکية ,ورغيف خبزٍ بلقاوي ,وستصبح سندباد الأرض السقيمة والشعب المبتور  من وطنه وغناٸم السلم وقسمة الحرب الضيزی .
    لأنك يوسفي الرٶيا لکل هذا الخراب ,ولأننا  ترکناك عند متاعنا وبتنا نلاعب ذٸابنا حتی إذا ما نمنا مزقتك ومزقتنا ومزقت كل متاعنا , وصرنا علی النقيضين منا من سيسقي مولاه خمراً وسوادنا الأعظم  مصلوب ولا زالت تأکل الطير من رأسه خبزاً , أيها المسجون بلا قاضٍ والمنفي بلا تذکرة والمسافر بلا موعدٍ للوصول .
   لأنك في زمن الجِد لم تساوم علی أن تکون أنموذجاً للمضحکة في مسرحية المهزلة الکبری والسخرية الجاهلة   ,ولأنك في زمن الولادة من الخاصرة تقنع کل جراحي هذه الأرض أن للوطن رحماً وأن الولادة من الخاصرة لا تكون إلا في بعض الأجنة الحرام سفاحا.
    يا أبا عبدالله ,ليس أقسی من أن يقرأ المبدع حکاية وطنه من زنزانة بيضاء تجوب شارع المدرج الروماني وتتنفس طلوع المصدار الصعداء ,وحولك رهطُُ من الزعران الذين يحدثونك  بلهجة الحنك الماٸل ,وتصافحك  الأيدي المطلية بالوشم ولغة المشارط ,سجانُُ يدفعك نحو الأرض بکعب البندقية  وآخر يستقبلك بمزاجٍ مقلوب, وعلی کرسي حلاق القرية الذي ترکته خلف ظهرك أمطروك بآلاف التهم المنسوخة بأنك وأنني  عبثيون ,منظرون ,متشاٸمون ومتأبطون بالوطن شراً.
   أخي إبن الخالة کرمة العلي ,عندما کسروا قلمي وحرضوا عريف المهجع أن يبيعني من کرتونة السوق السوداء  أي شيء إلا القلم والدفتر کي لا أخلد وجع السجناء ,وکي لا أکتب عن مدن القضبان التي تدار بلا دستور , بللت سبابتي بريقي وغمستها بمنفضة سجاٸر السجناء واتخذت جدار زنزانتي دفتراً وشرعت بالکتابة .
    وأنت أيها الرمثاوي المعتق بريح الشمال ,وإن حاولوا لجم قلمك سنمنحك کل  أصابعنا أقلاماً وحقولنا وجدران أسوارنا  دفاتر لتکب ما تشاء وما تريد بلا قيود تدمي معصميك ولا ذباب يحاول  أن يسمم سکر شفتيك .
 
تابعو الأردن 24 على google news