jo24_banner
jo24_banner

الإعلام المُخْتَزل بالشخصنة والقناعات المصادرة

شبلي حسن العجارمة
جو 24 :


عن الإعلام الرسمي بكل أشكاله وأطيافه وأزلامه أكتب، وعن الإعلام المتآمر مع الإعلام الرسمي أيضاً على قضايا الشعب الساخنة أتحدث.

السلطة القابعة تحت رغبة بعض الأشخاص ،هكذا هو اسمها وليست السلطة الرابعة ، إعلام مسح الجوخ ،إعلام الجوقة النائمة في خمائل المكاسب الذاتية، ولدي معجمٌ يطول لنعت حال ما يشبه الإعلام إن صح التعبير في هذا التشوه الذي يعتري المشهد الإعلامي العام.

وزير الإعلام وشعاراته في وادي ، وما يحدث في وادي آخر لا علاقة له بما يتحدث عنه وزير الإعلام، وعندما صرّح بأن العمل جاري على إعادة الثقة من قبل المشاهد بالتلفزيون الأردني ورفع عدد المشاهدات ، حتى ردّ عليه أحد المعلقين بعبارة " لو تعرضوا أفلام إباحية ما حدا رح يتابعكم" ، في موازين البلاغة العربية والمفاضلة بين تصريح وزير الإعلام وردّ الجمهور نجد أن تصريح الوزير هو الصفعة الحقيقية وليس الرد النابي الذي تم تعليقاً على ما صرح به وزير الإعلام ؛ لأن من أوصل الثقة بالإعلام الأردني إلى ما دون الحضيض هي المنهجية العمياء المقصودة ،وتركيز الإعلام على أشخاص ونفخ منجزاتهم وتعظيم دورهم في حين تقزيم ما يكابده الشعب من قضايا شائكة لا سبيل هنا لحصيها أو حصرها.

إعلام وجهة النظر الواحدة ، والقناعات من زوايا خاصة هو الفشل الذي ما بعده فشل ، فمن يحاول التجوال في عناوين أخبار إعلامنا الرسمي سيتجرع أمرّ الحقائق وأفساها ، تجد كتّاباً يجرّون أقلامهم على زوايا كتاباتهم من شرفات مقاهي عمياء ، ويكتبون ببذخ عالي من أبراج عاجية ، قلم يكتب عكس قناعات الشعب عن رؤيتهم لأردوغان، وقلم يكتب عن توحيد الخطب وإلزامها وتركيز مواضيعها فقط في آداب المساجد والصلاة وريادة دور العبادة فقط ، وقلم آخر يكتب عن وشوشة ولي العهد للحاجة ترفة بإسهابٍ ممل ، وآخر يكتب عن أخطاء الشعب بحق حكوماتهم ، وكاتب يسوّق لأحزاب عرائس السكر والطحين .

علينا أن نكتب بوقاحة الحقيقة أكثر من أدب الكذب ،وعلينا أن نتقبل مرارة الواقع بشوكه أفضل من المثالية الملونة بالورد ، فتقييم الوضع الراهن جزء من الحلول وليس الخداع المؤدي إلى مزيد من أنفاق الظلام والضياع ، كيف لي أن أتقبل خطيب يعيد علي أركان الوضوء وشروط الصلاة وأنا لم أذهب للمسجد إلا متوضئاً ومصلياً، كيف لي أن أسمع لوزير إعلام يقر بضعف أهم قناة إعلامية رسمية بل وأقدمها ؟، كيف لي أن أقرأ عامود في صحيفة رسمية تشخص الانتخابات التركية والمفاضلة في قطبي نتائجها بأنه لصالح شعب أو حكومة ؟

نحن في عصر القرية الصغيرة ،و تلاشي المسافات المعرفية، وتساوي الفهم والقناعات ، ولسنا في عصر البلطجة الإعلامية التي تفرض الخبر بساطور الاستغباء وقلة الإدراك ، فالقضية مشتركة والحقيقة كلية غير مجزأة ، ما يخجل المرحلة هو الإدراك الأبعد من قاصر ، والاستشراف المتواضع بنصف عين واحدة ، لأن الإعلام في دول العالم المتقدم والراقي حلّ مكان الجيوش والخطط العسكرية ، وحقق أهداف كانت من المستحيلات أن يتم تحقيقها تحت وطأة البارود و أزيز الرصاص وهدير الطائرات ، فلا زلت أقول وقاحة الحقيقة أنجع بكثير من أدب الكذب أو الكذب المتأدب !


 
تابعو الأردن 24 على google news