رفاه الدولة تعديل التدوير أم إعادة التدوير؟
شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
يقول آلان لوكاس :" في هذا العالم لا تبحث عن منقذ ، ابحث عن الأقل ضررًا " .
النهج المتعنت رواية فصولها ضرب من الإعادة المقيتة واجترار المزيد من الشعارات المكررة ، وحكاية المغلف الثاني في فكاهية موسى حجازين المبكية هي أكثر ملامح مراحل حكومات الوجع الموروث والتوجيع المقصود، ربما بات نظام وزارة التربية والتعليم في معالجة الرسوب للطلبة غير الناجحين خطة مستقرضة ، وفكرة مسروقة ومسلوقة في عمل دورات تكميلية لوزراء فشلوا في أكثر من مرة في إدارة وزاراتهم ، أو حتى استنساخ فكرة الشماعة المصطفة بجانب خزانة الملابس المكوية ، وهي تعليق الإخفاقات والفشل على حفنة وزراء لشرعنة الفشل الكبير للرابع برمته الكبيرة .
الوزراء هم أبناء حكومة الرابع يالتبني السياسي الذي نعرف، أو هم حالة من اللجوء المعارض للاحتواء المؤقت، أو وزراء قضب خواطر ، ونوع من التنويع الديموغرافي لاسترضاء المجتمع العاجز عن استكمال ما يشبه الحلم المجرد من الحقيقة ،او المفصوم عن واقع المسرح المعاش بتذاكر باهضة الثمن على ماضٍ كبير وحاضر ضحل التفاؤل به أو مستقبل مستحيل التكهنات .
هذه هي حكوماتنا المتعاقبة ، أو رؤوساء حكوماتنا التي باتت بجميع أطرافها مجرد كلفة عالية من التجارب في مختبر دولة المئوية التي توقفت عند رزنامة باكية ،على جدار أصفر كالح الطلاء .
فيما مضى كنا نمضغ علكة المثل الذي يقول :" امشي ورا الي يبكيك ولا تمش ورا الي يضحكك ، الي يبكيك يبكي عليك والي يضحكك يضحك عليك "، لكن هذا المثل الذي غاب عن فقه الدولة منذ زمن ليس بالقليل ،بل أخذت بعكس المثل الآنف ذكره ، بأنها تركض خلف أشباح من يضحكها من باب التغني بنهج هذه الحكومات ويدغدغ خاصرة النشوة العابرة ؛ لأن من يتغنى بها ويرقص لها له قرص أو قرصان في النار ، وتترك كل من يحاول استبكائها بمعارضة نهجها لتصحيحه لا للخروج عليه ، فعقلية الدوار الرابع التي تتخذ من عقلية القلعة نهجا لها سواء في تصحيح المسار السياسي أو في وضع الخطط والبرامجيات الوازنة التي تحقق أقل درجات الاستقرار الاجتماعي والوجودي لنا .
أين هي الأردن بخريطتها الجوسياسية ؟ واين شعبها بمنظورها وإشكالياته وحلوله الممكنة والمستحيلة ؟ ومدى المعالجات في نظرة الفقيه الاستراتيجي والذين جميعهم يحملون أعقد التخصصات من أكبر مؤسسات التعليم العالمية ؟.
نحن الغائبون عن أجندة الرابع ، ونحن الحاضرون في حشد العاطفة المتعبة والحماس اليتيم ، والشغف المشلول ، حين يقال أن المجتمع هو الجماهيرية العريضة والشعبية الأجدى في توجيه الرأي العام ، لم نعد ننادي بعبقرية عدم رفع سقف التوقعات ؛بل بتنا نخشى من انهيار سقوف توقعاتنا من حكوماتنا على رؤوسنا ، لأن الوجع والجوع ليس جناسًا بلاغيٌا غير تام ، والفقر الملازم للقرف ليس حالة نفسية تنتهي على عتبات طبيب أمراض عقلية بالتنويم المغانطيسياسي ، والتعب المشحون بالعتب ليس قضوة عشائرية تطوى على شواطىء عباة صينية وفنجان سادة كرتوني ، حتى بتنا كالابن البار المصاب بداء الخجل ، يمشي على قدميه لمدرسته البعيدة دون أن يشعر والده بحاجته للشلن، ويربط زنار بنطاله بسلك معدني حتى لا يحرج ميزانية العائلة بشراء حزام جلد ولو كان من بسطات أسواق الجمعة .
هذا نحن المتدينون النساك في معابد الأمن من خوف والإطعام من جوع ، ونمسك بأطراف أناملنا مسبحة من أسماء آلاف الوزراء والأمناء العامين وحسب، وفي كل تعديل أو إعادة تدوير نحن مجرد طبيخ بلا ملح ولا توابل ولا نضج ولا رائحة استواء ، فقدر والدة ايتام ابن الخطاب أنضج الحجارة وقدرنا لا زال يبقبق على حجارة جماجم آمالنا وأحلامنا وفوق حطب آلامنا المستبدة .
شعبنا ليس عاقًا لكل إصلاح حقيقي ، ووطننا ليس زوج ام غليظ المزاج ، وأمنا عمان ليست غرة لدية دمٍ مستباح ، ربطنا الأحزمة مئة عامٍ حتى انقصمت ظهورنا إلى نصفين ولا زلنا نجبذ الموت جوعًا بلا لجوء ، أو العيش بلا فوضى سواء أكانت خلاقة أم غير خلاقة أو بلا أخلاق .
مئة عام ونحن على مراقب الجاي خير ، ومئة ونحن نجلس على رحم القادم أفضل ، ولا شيء سوى لظى الحجارة تحت رحمة الانتظار وفي ظلال الشمس التي أحرقت كل حطبنا ولم تنر لنا من عتمتنا إلا ما يشبه البصيص أمام مساحة انوفنا .
نحن قتيبة الذي يحلم بالهجرة ،ونحن أبناء الأيام القادمة الحالمون بالأجمل ، ونحن أسطر الخطاب في الفكرة الغائبة نهجًا وتطبيقًا في أهزل الحكايات أو على هامش فصل الخطاب!








