الشارع الأردني :القاسم غير المشترك
شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
وأزمة إضراب المعلمين تشارف علی نهاية شهرها الأول کذلك الحکومة تغط في سباتها العميق وکأنها النعامة التي لم تبق من جسدها سوی الذيل خارج الرمل ، أدوات الدولة البداٸية في حل الأزمة وتفکيك شيفرة نظام إضراب المعلمين شيء مخل ومخيف للغاية فهي أدوات وطرق وأساليب أقل من بداٸية وأکثر تواضعاً من حجم الأزمة وعقاقير أکثر سمية من الظن بترياق شفاٸها ،حکام إداريون يتسولون بساطة بعض المخاتير واستغلال أنفلونزا المشيخة عند البعض وجس نبض الوجاهات الطامحة بالسيلفي والجلوس علی أريکة فخمة أمام متکب مدير قضاء أو متصرف أو محافظ ووزير داخلية من أجل نفخ هذه الدمی وشحنها أکثر من اللازم لتأليب الشارع والأهالي ضد إضراب المعلمين ، ومن المخجل أن جعجعة صوت مکاتب الدولة کانت أضعف من صمت الإضراب المنظم للمعلمين حتی بات هذا الإضراب ومن يلتزومون به إسفنجة ماصة لکل حماسات الدولة ولعبة فرقعات الفتاشات المکشوفة .
الإعلام الرسمي وديوان الخياطة والترقيع وبعض العماٸم تحولت إلی حانات إفتاء بالمجان وعروض للفتاوی ”خذلك فتوتين والرابعة والخامسة مجاناً" ، حتی أقلام الصحافة اقتسمت ميدان الأزمة ومسرح الحدث ما بين مع أو ضد ، حتی وصل الانقسام علی هذا المشهد المأزوم إلی البيوت بين المرأة وزوجها والإبن ووالده والأخ مع أخيه.
مرکز إدارة الأزمات ، ومجلس الاستراتيجيات أثبتت جميعها أنها مجرد دواوين وصالات للحکايات تدار فيها الروايات الشخصية والبطولات الماضية وبوفيه من المشروبات الساخنة والفاترة والباردة والمجمدة ولا أکثر ، مراکز استراتيجيات أنشأت بلا استراتيجيات ومراکز إدارة حل الأزمات تم تأسيسها أصلاً علی أزمات الوطن باعتقادي هي من تشکل الأزمة بحد ذاتها ولا جدوی من وجودها بما أنها فشلت أيما فشلٍ ذريع وانکشفت للعيان أنها کُتل من الإسمنت والحجر والآثاث الفاخر والمغطاة بطبقة من کريما الأخبار الذاٸبة وشوکليت الإجتماعات المتلفزة .
باعتقادي تم استنزاف قوی الدولة وکشف کل مکامن ضعفها وهشاشتها بالتعامل مع إدارة أبسط الأزمات وهي أزمة تخطيط العقول والإضراب الواعي المستنير ، الحکومة لم تبق في جعبتها من الحلول المتاحة والخاوية أصلاً من الحلول ولو مغلفا مغلقاً أخيراً کورقة رابحة ، نقابة المعلمين کتمت النفس أکثر لأنها تدربت علی الغوص في عمق الأزمة أکثر وفي مراحل التخطيط الأولی ، ما تبقی هو القاسم غير المشترك الذي يراهن عليه طرفي الأزمة سواء المعلمين أو الحکومة علماً أن الحکومة مارست شعوذاتها البداٸية واستنفدت کل بخورها التقليدي وخطابها المکشوف والضعيف غير المدعم بالحقاٸق والقراٸن في سبيل تجييش الشارع لصالحها هذا الشارع الذي طالما انقلبت عليه في خبزه وصحته ووقود سيارته وکاز شتاٸه وغازه البيتي .
الشارع الأردني قاسم غير مشترك بات حصان الأزمة الأسود الذي يحفظ عن حکوماته تواريخ ملطخة بالمرواغة وجلده علی قفاه وتقديمه قرباناً لمذبح البنك الدولي ، وکذلك فإن هذا الشارع هو ألمعلم والمعلمة وکل من يدور بفلکهم من فروع ومن يدورون بفلکهم من أصول ، وسينحاز بما لا يدع للشك مجال هذا القاسم غير المشترك إلی قضية هيبة التعليم وخبز المعلم وهذه الصحوة الفکرية المنظمة غاية الإبداع وحذاقة التخطيط .