إحنا رجالك يا عتريس
ذات يوم كان (ناقص هزيمات) يسكن في حارة ..الحارة هادئة وعيالها أصحاب ..ضحك وفرفشة ولعب رغم ضنك العيش..! ولكن..جاءهم (عتريس) ؛ وعتريس هذا رجل ذو سلطة ومال..وحواليه (بودي جاردات)..! وزّع أتباعه على أبواب بيوت الحارة ..بعد أن فهّمهم أن الأمر من أجلهم ..لحمايتهم ..لتطوير الحارة. وللركوب في باص الحضارة..!
أتباع عتريس اشتغلوا بالناس..فالذي يحمل كيس خبز يوقفه أحدهم ويأخذ من الكيس رغيفاً أو رغيفين.. والذي يحمل صحن مجدرة ؛ يخرج أحدهم ملعقة كالمغرافة ويغزو بها الصحن..والذي يشتري لعبة أطفالٍ يوقفه أحد أتباع عتريس و يطلب منه (شوطاً) عليها..!
احتجّ الناس في الحارة وضاجوا..واجتمعوا عند ناقص هزيمات ..يتدارسون المصيبة..فقرروا بعد الاتكال على الله الجلوس مع عتريس و وضع حد له..فعلم العتريس بنواياهم ..فأرسل لهم جملة واحدة مع أتباعه : اختاروا من بينكم عشرة أشخاص لنتفاهم ..لن أجلس معكم كلكم ..! فرضخت الحارة للأمر..واختارت عشرة..!
في بيت ناقص هزيمات اجتمع العشرة للاتفاق على النقاط التي سيقولونها لعتريس..واتفقوا أن يقولوا له بالفم المليان : إمّا ترفع يد اتباعك عنّا..أو ترحل يا عتريس..! ووزّعوا الكلام بينهم ..أنت تقول كذا وانت تقول كذا و انت كذا..!
وعند اللقاء..تكلّم تسعة ..فواحد غاب ..كان الكلام قاسياً نوعاً ما..فغمز عتريس ستةً منهم ..فتليّن الكلام ولجأوا للتصويت على بقاء عتريس وأتباعه أم رحيلهم ..ففاز بسبعة أصوات من تسعة ..فواحد اعترض وواحد نام أو تناوم..!
ضجّت الحارة ..ليس على عتريس فقط بل على الأشخاص العشرة ..ولكن تم التطنيش ..وبعدها ..طلب عتريس من أتباعه أن يزيدوا الأخذ من الرائح والغادي ..طلب منهم أن يحاسبوهم على الهواء..! كادت الناس تنفجر..وعتريس يقول لهم : معي تصريح من الرجال العشرة..فانحرج العشرة..وزبّدوا وتوعّدوا وطلبوا عتريس للمثول أمامهم فوراً..وانفرجت الناس لأن زعماء الحارة العشرة سيضعون الحد الآن لعتريس..!
ركض عتريس باتجاههم ضاحكاً ..اجتمع بهم ..كانوا ثمانية ..غاب اثنان..وقال لهم : مصيري بيدكم اليوم..وغمز أربعةً منهم ..اعترض اثنان..تناوم واحد ..وواحد لا يعرف للآن ماذا قال..وأربعةٌ قالوا بنغمة واحدة : إحنا رجالك يا عتريس..! شكراً عتريس..لأن المشكلة ليست فيك بل بالرجال العشرة..!