القلق الجديد
لا أعرف لماذا شعور بأنني أمرّ في مرحلة مختلفة من الكتابة يتلبسني..أعترف بأنني على قلق..وأن الارتباك يدخل في تفاصيل كلّ أشيائي..بل إنني واصل لمرحلة (الطز) في كلّ شيء..حتى الأشياء الجميلة..ليس احباطاً ولا فقداناً للأمل؛ بل لأن الحرية التي تريدها لا تحصل عليها..أنا من يشتغل في كيمياء الكتابة وأنا الأعلم كم تحتاج هذه الكتابة من كميّة من الحريّة ..الذين يريدون أن يمنحوك أو يمنّوا عليك لا يعلمون ..!
أنت تحتاج لكامل الحرية في كلّ شيء..حتى مع زوجتك وهي تزنّ فوق رأسك بالبصل ودواء الغسيل وأنت بلحظتها محلّق مع كافكا و مع المتنبي ومع محمد عابد الجابري..! تحتاج لكل الحرية مع حبيبتك التي تعطيك درساً في كيفية السلام على النساء وأنت منغمسٌ في ولادة فكرية ومخاض انتحاري ليموت أحدكما أو كلاكما: الفكرة و أنت..! حتى أصدقاؤك ؛ البعيدون عنك أو المبتعد أنت عنهم ؛ تحتاج لحرية بحجم الكون لك ولهم كي تعيدوا ترتيب صعلكتكم من جديد..!
الحرية الكاملة هي أساس التنفّس..وهي أساس الطعام والشراب..طز في وجبة يومية بلا حرية..! أو في مشاعر زائفة تضطرّ فيها أن تساير من تكره أو تستمع لمن لم يبلغوا غبار الكلام لتصفّق لهم ..!
الحريّة ليست حقّاً طبيعياً..بل هي توأمك الذي يشبهك حتى في بصمات الأصابع والعينين..إن حبستَ شيئاً منها مرّة لن تعود أصيلاً ولن تكون من رائحة هذه الأرض..!
الدستور