الطفل والشجرة..!
..على سقف الشتاء، نقف ننتظر بدايات من الندى وربيع ندف الثلج، ذاك اننا نركن الى ربيع مختلف وسط الشتاء.
أية قسوة يعانيها؛ ذلك ان الطفل التقط حطباً لأيام كليلة قارسة، تتبعه اغصان الشجرة ترنو الى ظلال ياقوت الطفل الهزيل.. سالت دموع لحاء الحطب لما لمست حرير الروح على ظل الطفل المتعب في قريض البرد.
..وتجادلنا تلك الشجرة التي كانت، نبتت في غور من اغوار الجنوب، جذرها منح الحياة ليمام الصيف ودوري الخريف الصعب، بينما رائحة الملح تتبع تلك الأغصان المنفلتة نحو السماء، نحو غيمة تتمسك بأهدابها حرير الروح في رحلة طيفها نحو القلب.
(2)
مررنا نرحب بياقة الطفل، عطرها من مسك عرق الغزال الشارد في الفيافي باحثا عن الرزق في مهابط وديان «غور النميرة»، يلوح بريقه لـ «مسار الخير» معلنا فرحاً هب على مفاصل يديه ومنحه قوة شتائية تطوف بين عينيه وقلبه الصغير.
تتوسدنا حرير الروح، أراها ولا يراها الإ الطفل يمنحنها ابتسامة شهريار القوي بمغازلته لشهرزاد التي شفيت من عذاب القلب وسجن المزن التي تعطل هتونها مبكرا.
..قالت الشجرة تودع اغصانها الذاهبة الى هجير النار، وقودا لدفء براكيات وخيام وتكايا من زمن البركة، صقل الوداع صمت الطفل ومسح دموعه يناضل لينسى..!
-عليه ان ينسى فقد يحين وقت تتجمد فيه مرايا روحه التي تنام معه، تغمض عيونهم على قصة ابو زيد الهلالي وملاحقة خيال ظل الطغاة وحيدا الا من سيف الرحمة والندى وخبز الفلاحين البكر.
(3 )
ردت عليهه حرير الروح:
طاب ليل الشتاء على خوف من تجمد الحجر والبشر..عليكم الانتباه الى مشاعركم،فالزمن الخاص لبرد القرن يلتقط حلوى المشاعر و..بعدها الصمت والغناء لرثي الخروق الكثيرة في ثوب بساط يلتصق على ارض عافت ثقل الحرب..
..وحيدا عاف الطفل ما صار على حد عشاق الطرق، امتدت رحلة اليافع بينما ظلال الشجرة يغيب وسط هزيز لريح يداعب صمتها.الراي