امرأة كأَنَّها حرير يطوف!
مثل أثر من نار ونور، برقت عيناها الطيف، نادت على رعاة الليل وأشعلت زان العود وتناثر فيضها يراقص ملامحنا التي نامت على عشب آذار الزاهد.
كانت ليلة تجلى عبرها النهر وتبسمت صفحة القمر وربما شاخ القارب، تبدت لحظات من شيخوخة الكلام.. الى ان طافت في مساحة من ملامح عصية ورأتني على خوف.
2 - دمعة من مسك
جال الغزال وتعب؛ بات ليلته يدور حول عينيك، يؤخر صدع البحر ويردم تلك السفوح التي فرت من بين جنباتها هوام الارض.
قالت: -ياغزالي؟
قال: - يا دموعي وعطري؟
ثم اخفاها بين نبض واخر وهي تغني مع الريح.
3 - الحرير أنت!
يجادلها الوقت، تعرت من صورتها وتدثرت بالحرير؛ ذلك الحرير انت!
نحن نسكن قرب بيارق صلاتك ونرنو الى قباب كرمانات العدل: ميزانها إغواء وعطر أنثى يبتعد كلما شاع همسك وباب تكيتنا يبتعد وسط الضباب وثقل الأسامي.
..حقا الحرير أنت، حينما قالت سيدة الساحرات، تتعقبنا وقد انسلت من أمام جنتك، وسك حضن الياسمين، ما تبدى لي كأنوار تتوافد عبر سياج الغيم، همست وصال صوتك كأنها أبواب الطريق المستقيم!
4 - ..والكوكب الدري..كأنها تبعث!
صام غيم الرعيان وترك للقطيع حرية الجدل مع السهوب والسهول، كنت اقرب من ظل غزالة ترافقني، قلت بغنج امرأة تسافر مع حريتها ولا تسكن:
-ناديت، كانت ملامحي، ملاذك وعيناي مفترق روحك وبيننا صوت الراعي يقص على أولاد الريح وبهاء طيفك؛ حكاية تناوبتها الجدات وصقلت مساراتها عيون ذاك الساحر المعتمر أحزمة النحاس والصوف ولحاء الخشب.
..يرمي الودع وسط تراب منخل ندمدم قائلا:
- هي حرير الروح، هي حرير الروح، يرتعش ناظرا الى طاسة نحاسية تعج بالزخارف والزيت، بهدوء ثم هلوسة، ركز يده حول الطاسة وقال: هي القمر، هي سر الروح!
على خوف؛.. بسمل وحوقل وعاث برأسه ذات الشمال وذات اليمين، كما نداهة الليل، رأيته يبتسم بحذر همس ان الطيف حرير الروح.. و«هي» تنحاز الى زيت قناديل القدس وترفرف رموشها الى هامات الجليل وتشتعل بماء النهر وظلال من نالوا لثم ثغرها ثم غابوا مع الشهداء.
..بدت لي في الصباح تتجلى مثل كوكب دري يفيض بالحب والدمع وجدل الحكايات وهن كثر.