حقل تجارب يدعی ”وزارة التربية والتعليم “
شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
وزارة الترضيات، أو وزارة اليانصيب ، وزارة من هب ودب ، أو وزارة من لا وزارة له ،ولعلها کانت قبل أمس وزارة رٸيس الوزارء إن لم يجانبني الصواب يا سادة ، أوجعني طالب الثانوية العامة حين وصفها بأنها وزارة الحرب النفسية بامتياز.
فالقرار رقم ١ الثانوية العامة نظام الحزم ، کلا الثانوية العامة علی نظام الفصلين قرار رقم ٢ ، بل سيکون امتحان التکميلي بعد يوم ونصف من نتاٸج الثانوية العامة قرار رقم ٣، کلا نحن بصدد تجربة نظام الفصل الواحد، هذه العناوين العريضة والتجارب والمقترحات والقرارات المتخبطة لوزارة الرعب والحرب النفسية، أجيال باتت في مهب الريح ومستقبل وطن يضيع علی أيدي تعاني من اضمحلال الاستراتيجيات الفاهمة والخطط الطويلة العالمة والاستقرار المنهجي المدروس الثابت ، کيف لا و وزارة التربية والتعليم تماماً أشبه بالکرة يرکلها محاسب أواقتصادي يرفسها إلی طبيب جراح ويرميها علی خط التماس وزير ابتاع الثانوية العامة من عواصم عربية بداٸية التعليم .
وللمناهج حکاية أخری يا سادة يطول شرحها ولا يقصر ، اليوم يطل علينا فهلونجية التربية بنظام الفصل الواحد والأسٸلة المقررة المنهجية والأسٸلة الاستنتاجية ، بالأمس کلنا عاش ثانوية ٢٠١٨ و٢٠١٩ ، نجاح بالشوالات ومعدلات ١٠٠% لم يحصل عليها إنشتاين ونوبل والجاحظ والماوردي ، و واقع الجامعات هذا الموسم شيء مخجل وموجع لم نسمع من قبل هذا اليوم برفع المجرور وجر الفاعل في محاضرة النحو العربي في الجامعة الأردنية إلا هذا الموسم وبيدر النجاح الحبطرش وعام الغلال الأمر الذي حدا بأستاذ النحو العربي أن يبتلع قرص مميع للدم علی مرأی من عيني.
باتت تصنيفات مواسم الثانوية تعرف وتصنف بالجامعات حسب أسماء الوزراء الذين کانوا علی رأس عملهم في زمن تجاربهم ، فقد سمعت أحد أساتذة الجامعة يقول يا بنتي إنتي من فوج الذنيبات والا الرزاز فقالت لا دکتور أنا من فوج المعاني ، وهذه نتيجة حتمية لمشهد تربوي مرتبك ومحزن ومقلق حد الانجلاط.
ونحن بصدد فوج النعيمي المحاط بالأعوان والمستشارين الذين لم يتبدلوا منذ عهدٍ بعيد ، لأن الأفکار المضطربة والتخطيط العشواٸي لا زال يسير ويرواح ويترنح بنفس النهج وبنفس الداٸرة المغلقة لکن تواقيع أصحاب المعالي هي التي تختلف فقط .
التعليلة أکبر من مناصب الترضية لمدراء التربية بوکالة بعض النواب ورعاية الأعيان وقرعة يناصيب المکاتب وقاٸمة السفر والمٶتمرات التي أرهقت التراب والشعب واستنزفت حتی الأکسجين.
متی سيتم ضبط وتر النغمة الأصح للثانوية العامة؟ ومتی سننتهي من دوزان العود للعملية التربوية التي تحتاج إلی مراجعة جادة وشاملة وحقيقية تبدأ من رأس هرم الوزارة وحتی البواب ؟.
مٶلم أن تتحول وزارة التربية والتعليم إلی حقل تجارب تغامر بأبناء القری والفلاحين والرعاة لأنهم هم رواد المدارس الحکومية والذين حافظوا علی توازن البقاء وقانونية النصاب في المدارس الحکومية ، بينما أبناء الوزراء والأمناء العامين ورٶوساء الدواٸر الکبری من ملاك وزارة التربية في قاعات المدارس الخاصة الفخمة ذات الامتيازات الخاصة .
أوقفوا هدر الأجيال وقرابين أبناء الشعب علی مذابح مصالحکم وفهلواتکم ، يا قومِ أوليس منکم رجلُُ رشيد؟.