#حکومة__البراية: ﴿تبطح الشعب بشارع وتصالحه بدخلة!﴾
شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
” حتی أنا مش راضي عن أداء الحکومة " هذا ما قاله جلالة الملك في جامعة اليرموك قبل شهر تقريباً،کانت هذه الکلمات قبل ماراثون الموازنة ، وقد صمتت الحکومة دهراً طويلاً بعد تصريح الملك وحتی أثناء عکاظ الخطب للنواب في مناقشة الموازنة العامة وحتی بعد غضب الرزاز وخروجه من استفزاز الناٸب الظهراوي له ثم ما لبثت حکومة البراية أن أطلت علی الشعب ونطقت کفراً ، شعبُُ لم يعد له بطون ليزحف عليها ،لم يعد له حبال ليعلق غسيل الأحلام عليها ولم يعد له أي سلك مودة ، حتی محاولة التعبٸة والتعشيق الوطني لن تجدِ نفعاً مع هذا الشعب ، وبعدما غاب العسعس وجاب الذيب من ذيله وجاب البراية والجميد والهندبا فلو صعدنا بالشعب علی أعلی قمة جبل من أجل التعشيق ودحلناه لأسفل الوادي لن تدور محرکات الولاء والانتماء التي کربجت وتآکلت واستعمرها الصدأ وتقطعت کل أقشطة الأمل.
ذات يوم کنت أقود باص فان ، توقف بي فجأة وظننت أن الوقود قد نفذ ، وکنت قريباً من محطة وقود، وناديت شابين من أجل نخوة الدز والدفع والدفش ، وصلت المحطة وقلت لعامل المحطة ” حط بعشر دنانير ديزل " ، وبعدها لم يشتغل الباص، تسببت بأزمة وإعاقة للمحطة حتی هبّ معي عمال المحطة من الشقيقة مصر العربية ، وبعد أن تقطعت أنفاسهم من محاولات العبث لإعادة الروح لمحرك باصي سمعت أحدهم يقول لي ” يا خرابيّ ده ما بينطٸش خالص " ، وفعلا لم ينطق الباص وکان قد فات الآوان بالدفش والدز والدفع والتشريك والتعشيق وباءت کل تلك المحاولات بالفشل ، فاضطررت لطلب ونش لنقل الباص وتغيير محرك جديد لأنه کان فعلاً ما بينطٸش خالص .
إن المزيد من استفزاز الشعب بهذه السخافات الحکومية، والمقامرة والمراهنة علی الصادين صاد الصمت وصاد الصبر للشعب الأردني ليس إلا من باب الفقر السياسي وانعدام الرٶی والرٶية للنخب التي خيبت الشعب والوطن أکثر من مرة، وإلی هذه اللحظة لا زال الشعب يعرف کل ما دار ويدور وسيحدث وعلی النقيض لا زالت الحکومة تتغابی وتتغافل وتتظاهر بالبراءة ، فلا هي بالتي تطلع الشعب علی الحقيقة بکل مراراتها ولا هي بالتي تعترف بإخفاقتها المتکررة ، وما نشرة العسعس وخطبته العصماء بکراکيب وکشکول البرايات والجميد والهندبا والأجاص إلا دليل علی وقاحة سياسية متعمدة وعدم احترام لأبعاد الشعب المتجذرة بدٸاً من التضحيات ومسيرة الشراکة الحقيقية في البناء وانتهاء بفقه الإنسان الأردني الذي عبر بسفينة الوطن بکل معاني السلامة في تلاطم بحار الشرق أوسط الجديد والموضة الداعشية والخريف العربي المزيف.
کنت أبتسم حد القهقهة حين کنت أسمع المصطلح الخاص بدواوين الشوارعجية ” بتضربني بشارع وتصالحني بدخلة ” حتی رأيت الحکومة الأردنية بالذات الحالية تستخدمه في متعلقات السياسة الداخلية .
هل لم يعد رجال يمتطون صهوة التاريخ الوطني کوصفي وحابس وهزاع أم أن الرجال صاروا مطايا للکرسي واللقب والبرستيج الزاٸل والمزيف؟.
بهذه المهزلة التي انتقصت من قيمة شعب زف بالأمس روح کايد وفراس وموفق و معاذ وساٸد وصهيب والقوقزي کأني بما قاله الأستاذ خالد الکرکي :
أنا لا أنظر من ثقب الباب إلی وطني
لکني أنظر من قلبٍ مثقوب
وأميز بين الوطن الغالب
والوطن المغلوب
الله لمن يتنصت في الليل إلی قلبه!
أو يصغي السمع إلی رٸتيه!
هذا الوطن بريءُُ لم يشهد زوراً
لکن شهدوا بالزور عليه.