اما الاسرى فلا بواكي لهم
بدأ الأسرى الأردنيون في سجون الاحتلال الصهيوني إضرابا عن الطعام في بداية شهر أيار الماضي مطالبين بالسماح لأهاليهم بزيارتهم في المعتقلات و نقلهم إلى الأردن لقضاء باقي فترات محكومياتهم في وطنهم،حيث قضى بعض من هؤلاء الأسرى أكثر من عشرة أعوام في سجون الاحتلال دون السماح لأهاليهم بزيارتهم إضافة إلى أن عددا منهم تم إيقافهم إداريا دون محاكمة إلى الآن .
بلغ عدد الأسرى الأردنيون في سجون الاحتلال 26 أسيرا ينفذ بعضهم أحكاما طويلة الأمد كالبطل عبد الله البرغوثي القائد السابق لكتائب عز الدين القسام المحكوم عليه ب67 مؤبدا جراء مسؤوليته عن مقتل 67 إسرائيليا في سلسلة عمليات كان مسؤولا مباشرا عن تنفيذها و البعض الآخر يقضي أحكاما تتراوح بين 10 سنوات و مؤبد إضافة إلى بعض الأحكام البسيطة الأخرى ،يضاف إلى هؤلاء عدد من المفقودين لدى الاحتلال الصهيوني بلغ عددهم 29 مفقودا أغلبهم من مقاتلي الجيش العربي الأردني و الذين فقدوا إبان الحرب مع العدو الصهيوني .
في الوقت الذي يخوض فيه الأسرى معركة الأمعاء الخاوية يتحرك أهالي الأسرى في الأردن مطالبين الحكومة و النظام الأردني بالتدخل لإنهاء معاناة الأسرى و عودتهم إلى وطنهم ،حيث يقوم أهالي الأسرى باعتصام يومي أمام الديوان الملكي مطالبين بهذا التدخل و لكن و رغم مرور هذه الفترة من الإضراب إلا أن أي رد فعل رسمي على هذه المطالب لم يحدث لا بل قوبلت مطالب الأسرى و أهاليهم بتجاهل غريب يثير الريبة ،و هو تخل واضح من الدولة عن الدفاع عن حقوق مواطنيها الذين يحملون جنسيتها و من المفترض أن يتمتعوا بكافة حقوق المواطنة فيها فلا تدخل دبلوماسي لدى سلطات الاحتلال و لا مفاوضات تخص الأسرى لتخفيف آلامهم و الحد من معاناتهم .
لا يقتصر التقصير على المستوى الرسمي بل يمتد الأمر إلى الأحزاب و مؤسسات المجتمع المحلي من نقابات و غيرها ،إذ إن أول تحرك حزبي تم بعد شهر كامل من إضراب الأسرى من خلال فعالية نصرة الأسرى التي قامت بها الحركة الإسلامية في رد فعل متأخر لا يلبي الطموح ،فيما تغط أحزاب اليسار في سبات تسبيحها بحمد النظام السوري متناسية القضايا الوطنية التي من المفترض أن تشكل محور النضال في المفهوم اليساري ألا و هي مقاومة العدو الصهيوني و تحرير فلسطين ،حيث تقتصر مشاركة هذه الأحزاب على بعض الشبيبة الذين يشاركون على عاتقهم دون مشاركة الأحزاب ذاتها ،أما النقابات فحدث و لا حرج حيث تكتفي بإصدار البيانات الشاجبة و المستنكرة للصمت الرسمي دون أن تتحرك النقابات لنصرة الأسرى نصرة حقيقية ،المستثنى الوحيد من هذا هو الحراك الشعبي الوطني الذي ينظم بالتعاون من أهالي الأسرى فعاليات دورية من أمام رئاسة الوزراء لإجبار الجهات الرسمية المتخاذلة على التحرك الفوري و إنقاذ الأسرى ،و بالمحصلة فان الحراك المطالب بالانتصار للأسرى لا يلبي الطموح على الإطلاق و على كل هذه الجهات القيام بواجبها الوطني و اتخاذ مواقف مشرفة لرفع المعاناة عن الأسرى و أهاليهم .
على الرغم من الصمت الرسمي و الخذلان الشعبي يستمر الأسرى في إضرابهم حتى تحقيق مطالبهم العادلة و التي كفلتها كل المواثيق الدولية و قوانين حقوق الإنسان و هو ما يدل على شجاعة و فداء عظيمين لم يعتد هؤلاء الأسرى إلا القيام بهما و على الآخرين هنا الارتقاء لهذا المستوى من التضحية و النضال و القيام بواجبهم تجاه الأسرى قبل فوات الأوان.