الدكتور عون الخصاونة .. الله يعطيك العافية
اعتاد البعض خاصة من النخب السياسية والكتّاب والإعلاميين على استقبال المسئول الجديد بحفاوة خاصة فيها شيء من المبالغة أحيانا وعينهم على ما يمكن أن يستفيدوا من العهد الجديد ، فهم في حالة استنفار دائم وحركة دءوبة . ما أن ينتهوا من حفلات الاستقبال والتهنئة ، وقد فاتهم ركوب قطار المرحلة الجديدة ، حتى يبدءوا الاستعداد لمرحلة أخرى جديدة . سلاحهم في ذلك الإشاعات والتسريبات عن عدم ملائمة القادم الجديد للمرحلة ومبشرين بقرب التعديل والتغيير .
ناسين أنهم أول من خلعوا عليه صفات وألقابا ، قد يستحق بعضها أو جلها . وانه رجل المرحلة ، وانه قادم لإصلاح ما أفسد سابقه أو ما عجز عن تحقيقه . فيعملون على زيادة سقف توقعات الجمهور . ومن هنا ينفذون سيما أن التوقعات والآمال كبيرة ، بينما الإمكانات والإنجازات متواضعة . وإذ برجل المرحلة والذي ولد لهذا المنصب ، أصبح غير جدير به ، ويكون الحل هو التغيير والتبديل .
في المقابل فإنهم يودعون المسئول السابق عندما يغادر موقعه ( هذا إن كان عندهم وقت لوداعه ، لأنهم مشغولون في استقبال القادم الجديد ) . يودعونه بشيء من الشماتة ، وإخفاء الحسنات بل إنكارها ، والاكتفاء بذكر المساوئ والأخطاء . وان كان عندهم شيء من الأنصاف لاذوا بالصمت وكأن الرجل لم يقدم شيئا ، خوف أن يحسبوا على العهد السابق .
لقد تعلمنا أن المنهج المنطقي والصحيح عند الحكم على الأشخاص أو الهيئات أو المواقف أن نذكر الحسنات والأفعال الجيدة والصفات الحميدة أولا ونحاول ستر العيوب وعدم التشهير والغيبة خاصة للغائبين ومن هم خارج السلطة . أفلا يسعنا عدل الله المطلق حين يحاسب العباد بمجمل حسناتهم وسيئاتهم ، فمن زادت حسناته نجا ،وان تساوت غُلُبت الحسنات . هذا العدل أما الفضل والكرم والرحمة فليس لها حدود .
لقد تحمل الدكتور الخصاونة وحكومته المسئولية في فترة حرجة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مع ارتفاع مستوى التوقعات وانعقاد الآمال العريضة على القاضي الدولي ليقوم بالإصلاح ومحاربة الفساد . والمنطقة من حولنا يلفها الغموض وتعصف بها المشاكل . فكان سيف الوقت الذي لا يحابي ولا يرحم ، فلقد كانت الآمال واسعة والتوقعات كبيرة بأن يحدث تحسنا ملحوظا على الوضع الاقتصادي والسياسي وحلولا لمشاكل كثيرة يعاني منها المواطن .
إن الرجل جاء إلى الحكم نظيف اليد عف اللسان حسن النية يحمل الإرادة والرغبة في خدمة الوطن وبذل جهده وخرج كذلك فلا أقل من أن نكون منصفين وأوفياء ونعطيه حقه ونقول له .. دولة الدكتور عون الخصاونة .. الله يعطيك العافية .