أعضاء وأعضاء
محمد بدر
جو 24 : ليس المقصود أن أكتب عن أعضاء الجسم ووظائفها وأهميتها ، والتجارة فيها بكلّ أشكالها !! ، والتي أصبحت تجارة رائجة ومربحة جدا . كما أنني لن أكتب عن أعضاء الأحزاب ومدى إدراكهم لدورها ( الأحزاب ) ولدورهم ، وعن سبب اختيارهم ليكونوا أعضاء بهذا الحزب بالذات وليس سواه ، وهل هناك فارق يُذكر بين أن يكون الفرد عضوا في حزب معيّن أو آخر ، أو بين أن يكون حزبيّا من عدمه . ولكني سأكتب عن شيء آخر مختلفٌ جدا ، آمل أن تصبروا حتى النهاية لتحكموا له أو عليه .
جميع أعضاء الجسم مهمّة بلا شك ، ولا ندرك أهميّة أي عضو ، مهما صغر شأنه ، لم نكن نعرفه ، يقبع في مكانٍ ما من الجسم ، يكاد لا يسمع به أحد أو يعرف وظيفته ومدى أهميتها ، إلاّ إذا حدث له مكروه لا سمح الله ، عندها يصبح هذا العضو ( المصاب ) هو الأهم والأكثر قيمة والأولى بالرعاية ( حسب وصف الحكومات لبعض المناطق والناس ) .
كما أنّ هناك ميزة نسبية لبعض الأعضاء ، تكسب صاحبها شهرة ما كان يحلم بها ، وتكون سببا في ثروة تهبط عليه بسبب هذا العضو بالذّات . ويبدأ بالاهتمام به وتدريبه والعناية به وربما تُنفق في سبيل ذلك مبالغ طائلة وقد يدخل به مسابقات ويصبح نجما ومشهورا بسبب هذا العضو .
فلاعبو كرة القدم ( مثلا ) تصبح أقدامهم أهم ما فيهم وتصبح هي محط اهتمام وتقدير الجماهير ووسائل الإعلام ، فينال أصحابها شهرة ومكانة تفوق شهرة ومكانة رجال السياسة والاقتصاد والعلم . وبسبب هذه الأقدام يدخل حاملوها بورصة الأسعار بيعاً وشراءً واقتناء . وتقوم على خدمتهم طواقم خاصة في كل شيء ابتداء بالحراسة حتى إدارة أعماله ومواعيده ومقابلاته ..... ونحن هنا نتحدث عن ثروة بمئات الملايين إن لم يكن أكثر ، كلها ببركة وعطاء هذا العضو ( القدم ) .
والناس فيما يعشقون مذاهب ، كما يقولون ، لذلك لم يعد مستغرباً أن يكون متابعو أي لقاء رياضي مهما كان أكبر بكثير من متابعي أي ندوة أو برنامج ثقافي أو علمي أو سياسي . بل أيّها يحظى بالمتابعة والاهتمام أكثر أخبار المونديال وبالتفصيل الممل أم الأحداث الجِسام التي تحدث في المنطقة من حولنا ، سوريا والعراق وفلسطين ومصر وليبيا وأثارها وتبعاتها على المنطقة والعالم .
ما منزلة الدماغ وأهميته ونحن نتحدث عن الميزة النسبية للأعضاء ، وهو مصدر العلوم والمعارف كلها . وهل أهمية ومكانة العالِم تتساوى بل تُداني مكانة لاعب القدم . ما قيمة آلاف الكتب التي تقذفها المطابع كل يوم والتي تكون نتاج جهد وتعب ومثابرة سنين . وماذا عن المخترعين والذين عاشوا وقضوْا دون أن يشعر بهم أحد ، رغم أن ما قدموه كان له دور كبير في تحسين حياة الناس وإبعاد شبح المرض والموت عنهم .
أنا من محبي الرياضة عموما ، وكرة القدم خصوصا ، واستمتع بمشاهدتها . ولكنني مستاء من تسليط كل الأضواء عليها والتركيز على أخبارها وأخبار نجومها وإنفاق مبالغ ضخمة عليها ، مقابل التقتير على الأنشطة الثقافية والإبداعية الأخرى .
وأخيرا ماذا يُمكن أن يُقال عندما تكون قيمة القدم أغلى وأعلى عند الناس من قيمة الدماغ ... ! . وما أعقل وأبعد نظر من قال : فأنتَ بالعقلِ لا بالجسمِ إنسانُ .
جميع أعضاء الجسم مهمّة بلا شك ، ولا ندرك أهميّة أي عضو ، مهما صغر شأنه ، لم نكن نعرفه ، يقبع في مكانٍ ما من الجسم ، يكاد لا يسمع به أحد أو يعرف وظيفته ومدى أهميتها ، إلاّ إذا حدث له مكروه لا سمح الله ، عندها يصبح هذا العضو ( المصاب ) هو الأهم والأكثر قيمة والأولى بالرعاية ( حسب وصف الحكومات لبعض المناطق والناس ) .
كما أنّ هناك ميزة نسبية لبعض الأعضاء ، تكسب صاحبها شهرة ما كان يحلم بها ، وتكون سببا في ثروة تهبط عليه بسبب هذا العضو بالذّات . ويبدأ بالاهتمام به وتدريبه والعناية به وربما تُنفق في سبيل ذلك مبالغ طائلة وقد يدخل به مسابقات ويصبح نجما ومشهورا بسبب هذا العضو .
فلاعبو كرة القدم ( مثلا ) تصبح أقدامهم أهم ما فيهم وتصبح هي محط اهتمام وتقدير الجماهير ووسائل الإعلام ، فينال أصحابها شهرة ومكانة تفوق شهرة ومكانة رجال السياسة والاقتصاد والعلم . وبسبب هذه الأقدام يدخل حاملوها بورصة الأسعار بيعاً وشراءً واقتناء . وتقوم على خدمتهم طواقم خاصة في كل شيء ابتداء بالحراسة حتى إدارة أعماله ومواعيده ومقابلاته ..... ونحن هنا نتحدث عن ثروة بمئات الملايين إن لم يكن أكثر ، كلها ببركة وعطاء هذا العضو ( القدم ) .
والناس فيما يعشقون مذاهب ، كما يقولون ، لذلك لم يعد مستغرباً أن يكون متابعو أي لقاء رياضي مهما كان أكبر بكثير من متابعي أي ندوة أو برنامج ثقافي أو علمي أو سياسي . بل أيّها يحظى بالمتابعة والاهتمام أكثر أخبار المونديال وبالتفصيل الممل أم الأحداث الجِسام التي تحدث في المنطقة من حولنا ، سوريا والعراق وفلسطين ومصر وليبيا وأثارها وتبعاتها على المنطقة والعالم .
ما منزلة الدماغ وأهميته ونحن نتحدث عن الميزة النسبية للأعضاء ، وهو مصدر العلوم والمعارف كلها . وهل أهمية ومكانة العالِم تتساوى بل تُداني مكانة لاعب القدم . ما قيمة آلاف الكتب التي تقذفها المطابع كل يوم والتي تكون نتاج جهد وتعب ومثابرة سنين . وماذا عن المخترعين والذين عاشوا وقضوْا دون أن يشعر بهم أحد ، رغم أن ما قدموه كان له دور كبير في تحسين حياة الناس وإبعاد شبح المرض والموت عنهم .
أنا من محبي الرياضة عموما ، وكرة القدم خصوصا ، واستمتع بمشاهدتها . ولكنني مستاء من تسليط كل الأضواء عليها والتركيز على أخبارها وأخبار نجومها وإنفاق مبالغ ضخمة عليها ، مقابل التقتير على الأنشطة الثقافية والإبداعية الأخرى .
وأخيرا ماذا يُمكن أن يُقال عندما تكون قيمة القدم أغلى وأعلى عند الناس من قيمة الدماغ ... ! . وما أعقل وأبعد نظر من قال : فأنتَ بالعقلِ لا بالجسمِ إنسانُ .