عندما يتصرّف الأطفال كالكبار
يتعلّم الأطفال من الكبار؛ وقد لا يقصد الكبارُ ذلك..يتعلمون من بيوتهم ما لا يتعلمونه بالمدارس؛ فاللغة هي لغة بيتهم ؛ والفرح هو فرح بيتهم و الحزن أيضاً..لذا أطفالنا معلَّقون بعراقيبنا نحن لا عراقيب غيرنا..!
لذا؛ انتبهوا لأطفالكم..لا تورثوهم هزائمكم ..لا تورثوهم كرهكم للأشخاص فإنهم يلقطون الكره ويتصرّفون بناء عليه..! ما زلنا للآن نكره مئات الأشياء لا لسبب ؛ فقط لأن آباءنا وأمهاتنا علمونا كرهه ..أو سمعنا أنهم يكرهونه..!
كثير من الخصومات ما زالت قائمة من خمسين وستين سنة لأن الأولاد تربوا على كره كذا وحب كذا ؛ دون فتح الملف..دون نقاشه..دون إعطاء حريّة في اتخاذ موقف جديد ..!
أولادكم لوح نظيف ..وبيدكم طباشيركم..أنتم من يكتب عليه خطوط مستقبلهم القادم..أنتم من يعلّمهم هل يسلّمون على فلان أو يصفقون الباب في وجهه..مواقف الأطفال ليست عميقة لكنها منسوخة من كبارهم ..إذا رأيت طفلاً كارهاً للحياة فاعلم أن أهله حياتهم جحيم و فيها ما فيها من الخراب و الأمراض النفسية..! إذا رأيت طفلاً يحاسب كبيراً محاسبة الكبار فاعلم أن هذا ليس تصرّفه بل تصرّف من سمع منهم وفتح قلبه وآذانه لهم وجعلهم يكتبون على لوحه ما شاؤوا من الأفكار..!
الطفولة أمانة المستقبل لديكم فلا تقتلوا مستقبل أطفالكم بأفكاركم المريضة..