إمْهاتاة
أحاول و أحاول ..بل إنني أحاول أن أحاول ..أعرف أن تفاصيل كثيرة بين المحاولة و المحاولة ..و أن أشخاصا يولدون ولا أحد يعلم ما سيكون حظّهم من الدنيا ..قد يكون من بينهم أشقياء ؛ بل بالتأكيد هو ذاك ..وقد يأتي من بينهم قائد عظيم يموت قبل أن يدخل الصفّ الأول ..وقد تكون من بينهم امرأة شريرة وشريرة جداً تحاول أن تشبك بين الناس و الجيران ولكنها قد تصاب بالجدري في سن العاشرة و بعدها لا تكببر كثيراً و تنتكس حالها و تموت في عامها الحادي عشر ..!
أتعلمون ؟؟ الفقرة السابقة ماذا تُسمّى ؟؟ ( إمْهاتاة ) ..الماضي منها : هاتى ..و المضارع : يهاتي ..و (الـ إمْهاتاة) هي خلط الكلام بعضه ببعض بدون تركيز و بدون معاني ومقاصد واضحة ..هي أقرب للخرفنة ..ولكن لا دخل للسن فيها ..!
أتذكر أمّي كثيراً كانت تقول لي : اقعد يا ولد بلا (إمْهاتاة )..وكثيراً ما كان أبوي يصف فلاناً بأنه : جاء (يهاتي) فوق روسنا ..و كثيراً ما كنّا في الجلسات العامة و لغاية الآن ..عندما يبدأ أحدهم بالكلام فإن شاباً يضع رأسه في رأس آخر و يهمس له : بلّشتْ ( الـ إمْهاتاة )..!!
نسيتُ أن أقول لكم : إذا حكيت لواحد : إنت (بتهاتي) ..فإنه سيغضب و إذا عدّاها لك فإنه يعديها بمزاجه ..لأن هذه الكلمة تسحب أي كلام عقلاني و منطقي من الشخص المتهم (بالـ إمْهاتاة )..!
ولكنني ومن منطلق حرصي على العالم فإنني أتشرف بأن (أهاتي و أهاتي ) فوق روسكم و أن أنقل لكم تحيات المقهورين في الأرض و الفقراء و المهمشين ..وقد حمّلوني رسالة نصّية لا تتجاوز 70 حرفاً ؛ يقولون فيها : اللي ياكل لحاله يزور..و اللي خايفين عليه قاعدين عليه ..!!