بوتكس سياسي
عشتُ عمري وأنا أكره المكياج وصار الارتباط الشرطي لديّ : وضع المكياج يعني وجود مشكلة قُبح ..أو تغطية على نقص جمال..أو تسويق بضاعة مغشوشة ..!
اليوم؛ ومع كلّ هذا البوتكس الذي يملأ وجوه من ترونهم تصل إلى قناعة مطلقة مفادها: الغشّ صار علنيّاً..وما عدّتَ تفرِّق بين وجه مليء بالألم ووجه طافح بالبشر لأنّ جمود الوجه واحد بفعل البوتكس ..! لأن الكلام جامد كوجه فتاة تمّ حشوها بالبوتكس فأضحت كتلة من اللاشيء..!
ما نراه الآن من أفاعيل سياسية وصفقات ..من بعيد تراها جميلة..وحين تقترب منها أكثر..وتريدها أن تتفاعل معك تشعر فوراً بورطتك مع البوتكس..ورطتك مع كلّ هذا الجمود الذي يشبه التحنيط..فتتحول كلّ الثوابت الجميلة إلى مومياء و المتغيرات التي تسمح لك بهامش بسيط للحركة تتحوّل بفعل البوتكس إلى أكوام زبالة ضخمة لا تسمح لك بالمرور إلاّ بعد أن يغمى عليك آلاف المرّات من فعل الروائح التي تصيبك بإدمان الإغماء..!
المرأة التي تغريك بالبوتكس هي امرأة لا تريدك أن تحبها..بل تريدك أن تشفق عليها..والسياسة تقدّم نفسها لك عن طريق البوتكس هي تقول لك: أنا قبيحة كما تعلم..! والصفقات والقرارات المطعونة بإبر البوتكس لن تكون لصالحك مهما حلفوا لك عليها ..!
انتظر قليلاً..سيذهب مفعول البوتكس..سينكشف الوجه القبيح..وسترى تجاعيد الخراب قد نادت عليك كي تراها..!
أغلب من هم حولك مغرمون بالبوتكس..لكنّ الزمن كفيل بتجاعيدهم ..ولو عاشوا في محيطات من البوتكس..!!
الدستور