الجاج وعزايم قبل واليوم
كنّا نسكن في المزارع في الكرامة / الغور ..كنتُ أهبّ متبرعاً للذهاب مشياً على الأقدام أربعة كيلومتر و العودة كذلك لشراء الجاجتين على أقل تقدير ..وكنتُ (أسداً) في هذه المهمات بالذات التي فيها طبيخ من (اللي يحبو قلبي ) ..!
ما أكثر ما كنّا نراقب الطريق ..وكل شخص ماشي بالشارع نقول أو أنا أنا أقول على الأقل : يا ربّ ييجي عندنا يا رب ..كنّا ندعو الله في السر و العلن أن يكثر الله من الضيوف ..وأن يأتوا متفرقين لا مجتمعين ؛ عشان كل ضيف بطبخة جاج ..كانت المقلوبة سيدة الطبخات أيّامها ..!
اليوم ..أيّامنا يملؤها ( الجاج ) ولا تقتصر على أيام الجُمع و الضيوف ..الجاج المهرمن الذي بلا (مازّية / على رأي أبوي ) ..الجاج الذي يحمل الأمراض و يحوّلك إلى داجن بالفعل ..! ومع ذلك ..فإن العزيمة على أي أحد ليست بتلك القوّة ولا الشدة ..بل بها سؤال : شو رأيك تتغدّى عندي ..؟؟! أو بصوت رخو : طاوعني بس ..ردّ علي ...ها ..شو قلت ..؟؟! وأجملها على الإطلاق عندما يتبرع أحدهم ويتدخل ويقول : أي ما تضغطه بلكي الزلمة وراه شغل ..!! هاهاها ..
الناس كالدجاج ...تهرمنت أيضاً و هرمت تصرفاتها ..!!
الدستور