تصحو وأنتَ لا شيء
تصحو من النوم بكامل بلاهتك وأنت لا شيء ..تتساءل أسئلة غبية..كأنك تريد أن تهرب من فكرة الوجود كلّها..كأنّك لا تريد أن تعود لدنيا البشر من الأساس..فتبدأ لوثتك العقلية في العمل بشكل جيّد : لماذا رأسك هذا الذي ضاجت به تناقضات الأفكار ليس رأسك..بل هو رأس خروف..بل الخروف أجمل وأحلى وأفيد ..عيناك اللتان ضحكوا عليك فيهما منذ الصغر وقالوا لك وأقنعوك بأنهما عينا صقر ليستا إلاّ جورتين مملوءتان بقماش رديء..!
تتأمّل أصابعك الخمس ..تضحك..نعم تضحك لشدة ما فيك من قهر على (الإصبع البنصر) ..ما فائدة هذه الإصبع بالذات..؟ بماذا استخدمتها طوال حياتك..؟ حتى لنكش المناخير لم تستخدمها ..؟! أنت تُعطِّل عضواً عاملاً فيك طوال عمرك..هذه لوحدها يجب أن تحاكم عليها محاكمة شعبية قاسية..!!.
قدماك يشبهان مكنستين انتهى عمرهما الافتراضي..فأنت تجرّهما على الأرض جرّ من خدّروه قبل العملية بدقائق وهو الآن يفقد الوعي بالعدّ..! أنت مُجرجَر إلى حيث لا تريد ..لذا تفقد الشهيّة باستخدام قدميك الاستخدام الحقيقي..!
أقول لك : أنتَ إنسان مش إنسان..ومش حيوان ولكن حيوان..! لكنك بالتأكيد لستَ حشرة وإن كان الطنين الذي يسكنك هو داؤك ودواؤك و حكايتك المرّة..!
حين تشعر أنك لا شيء وأنت تصحو من النوم فاعلم أنك (لا) و(الشيء) قد يأتي لاحقاً..!