jo24_banner
jo24_banner

عمان والدوحة هل بدأت مسافة الألف ميل السياسي ?

شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
لا شك أن زيارة الشيخ تميم العاهل القطري من الدوحة إلی عمان هي رسالة بعنوانين اثنين لکنها تحمل عناوين لرساٸل شتی, لا يخفی علی أحد أن مسافة الألف ميل السياسي الأردني قد تعثرت منذ أزمنةٍ بعيدة وقد تلبدت بالغبار من تراکمات المرحلة ربما الأصعب في مسيرتها السياسية ,فالأردن أصبح جزيرةً سياسية معقدة تحاصرها الأزمات وتلفها التطورات الأسرع والأخطر عبر تاريخه الطويل ,فما دار في سوريا منذ أزمتها الداخلية فقد لا زال الأردن بشعبه يدفع فاتورة المکاسرة بين النظام والمناوٸين له والثمن هو أمنُُ إقليمي وأنثربولوجي صعب حيث أدت موجات اللجوء السوري للنازحين إلی تردي المستوی الخدمي الأفضل للمواطن الأردني عدا عن ضرب سوق العمل الأردني وتبعاته ,والملف العراقي منذ نعومة أظفاره حتی مرحلة نشوٸه وهرمه ومرحلة المخاض السياسي اليوم فقد جلب للأردن المزيد من الاستغراق في التعب والغوص أکثر في أزمةٍ لم نکن طرفا بها أو علی أقل تقدير لم نکن أحد أسبابها أو مجرد فاصلة من عواملها ,فلا زال الأردن يدفع الثمن علی شاکلة التعقيد والغموض الذي يكتنف ملف البترول والغاز والطاقة والذي وضع الأردن في دوامة احتمالات عشواٸية زادتها تعقيداً أكثر من ذي قبل والذي تمخض عن توقيع اتفاقية الغاز مع عدو محتل هيمن علی غاز هو بالأصل لنا .
کل ذلك المشهد وتلك الصور تنسحب علی الواقع العربي المتناحر والمنهار ,صورة طبق الأصل ما يحدث في اليمن وخمول ملفها الشاٸك والسودان تاٸهة في بحرٍ لجيّ وليبيا تصفية حسابات علی حساب شعبها البريء ولبنان موغل في الاحتجاجات والتأويلات لديه مفتوحة وبوابته السياسية مشرعة علی مصراعيها .
جاءت الطامة الکبری ألا وهي صفقة القرن في وقتٍ يشهد اضطراب بل وتفکك الصف العربي والإسلامي ,ولم يکن هذا فحسب بل إن بعض الأنظمة العربية اتبعت الغزل الرفيع مع العدو المحتل کما استخدمت اللغة الإسفنجية السياسية الماصّة للتقليل من قيمة هذا الحدث السياسي والديموغرافي الجلل والذي سيشوه وجه الأرض جغرافيا ووجه البشرية تاريخياً, ولعل هذه الأنظمة تنظر من ثقب الباب لکل ما يجري لأنها ستطرح شوك هذه الصفقة علی الأردن بعد أن تفتت الشعب الفلسطيني وتجهز علی دولةٍ بشعبها بين عشيةٍ وضحاها وتأکل واهمةً اللب وتتلذذ بطعم الهزيمة لکن بشعورٍ سياسي خادع .
لغاية قبل الأمس والعقل السياسي الأردني لم يدرك أن القوم رأوا تجارةً ولهواً وانفضوا وترکوه بل بقي يمسك بشق الأية الأخ واسعوا في مناکبها وکلوا من رزقه في وقتٍ حتی المناکب داهمها الهزال والضعف والانهيار ,انهارت التحالفات التقليدية ضمنياً إن لم يۣك تصريحاً ونحن نقول عنز ولو طارت .
النبوءات صدقت بتخلي البنطال العربي عن حزامه ليسقط الستر ويتکشف المستور,لکن في نظرةٍ متعمقة أن الخطوة الأولی علی ميلنا السياسي مع قطر هي خطوة تسجل للعقل السياسي الأردني والذي يجب أن لا يجعل هذه الخطوة هزة رسن فقط لرأس الحصان بل يجب أن تکون لجاماً لمن يعتقدون أنهم رأس أحصنة السياسة في المنطقة ,كما يتوجب علينا تغيير خارطة تحالفاتنا وتصحيح التشوه السياسي في علاقاتنا التي بات ينظر إليها الحليف المنفوخ الضخم الهش علی أنها تحالفات تکسب ومساعدات وعظم يرمی للحاجة فقط .
بات الرهان هو علی شکل خريطة تحالفاتنا القادمة ومداها واتساعها وجهاتها وارتفاع سقوف توقعنا منها لأننا لم يبق لدينا ما ندفع به ثمن أخطاٴء ومصالح الأخرين ونقتات علی الفتات حين ارتکنا علی تلك التحالفات التي أثبتت علی مدی سياستنا ومساراتنا الإقليمية والقومية والإسلامية أنها ظل حيطة ولا ظل تلك التحالفات الباٸسة .

تابعو الأردن 24 على google news