نداء للفقراء دون غيرهم
يا فقراءُ ويا تعساءُ ويا خلخلةَ الكونِ النازفِ منكم وبكم..! يا أحفاد الجوعِ الأكبرِ ..يا إغماضةَ عينٍ وسطَ الريحِ المجنونةِ..يا كركبةَ الدربِ ويا تصبيحةَ وجهٍ يبحثُ عن لقمةِ إقرارٍ أن الكونَ لكم..! هذا الخوفُ المتجلّي بعضُ حكاياكم وبقيةُ قصّتكم سوف تكون الحربُ وأنتم أبطالُ الموتِ المجّانيِّ وتقليعةُ هذا الموتِ بأن تندثروا..!
يا فقراءُ ويا جبناءُ : أما يكفي القهرُ الداخلُ في جيناتِ شظاياكم؟ كيف تُسلِّمُ أقدامَكَ للذلِّ؟ أما كنتَ حلفتَ أمام عيالِكَ أن تكفيهم شرّ العوزِ؟ ووعدتَ صغيرَكَ بالتفاحِ وبالموزِ؟ تكذبُ؟ تريدُ لطفلِكَ أن يشقى ويمدَّ لسانَهْ؟ وتريدُ (ريالتَه) تتجاوزُ أسنانَهْ..؟ يا خنقةَ روحِكَ..يا شهقةَ أنفاسِكْ..يا شعثةَ شَعرِكَ ولباسِكْ..!! يا خيبةَ حجمِكَ حين يواريكَ عنادُ مقاسِكْ..! يا حاويةَ العمرِ المقلوبةِ لحناً شرقيّاً وتغالبُ فيها الصحوَ فتصحو أكثرَ كي يبتاعَ الصحوَ كثيرُ نعاسِكْ..!
يا فقراءُ ويا صحراءُ : جِرارُ العالمِ تتكسّرُ خلفَكْ..هذا العالمُ مليونُ يضيقُ عليكَ ويرسمُ في الظلمةِ حتفَكْ..! إيّاكَ تُصدِّق (سحبَ الأفلامِ) فأفلامُ القاتلِ تبغي نسفَكْ..! أنتَ سمادُ الدنيا فلا تجنحْ للذلِّ؛ وخذْ من جوعِكَ نصفَكْ..والنصفُ الثاني امشِ به لخبايا لا يعرفها القاتلُ ..فكّرْ كيف تحوزُ الدنيا وتزلزلُها وتجمِّعُ فيها أحلافكَ كي تصنعَ حِلفَكْ..؟!.