من العجل للبقرة وانتقض الوضوء !"
شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
تقول القصة الشعبية أن أحد الهشاتين وهي أحط مراتب الکذب علی مرأی من القرية زعم بأنه يستطيع حمل العجل علی کتفيه فحاول وفي كل مرة يسقط علی الأرض دون جدوی فأخذت الناس بالضحك والسخرية عليه فقام بتحديهم بأنه سوف يحمل البقرة نکايةً بهم وعندما حملها انتقض وضوءه علی أجمل حد تعبير استطعت تحيله من عندي لفحش ما حادث.
مرکز إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية کلنا سمع بهذا الاسم والعنوان الکبير علی لمع الأخبار وأشرطة نشرات الأنباء ,اسم موجود علی مبنی بداخله طاولة مستديرة فخمة وضخمة ومايكات علی أخر طراز وأثاث فاخر ومجهز بکل التقنيات الحديثة إلا أن کل هذه الفخامة يكسوها الغبار حتی عامل التنظيفات يهمل القاعة لوحشتها ويهرع لتنظيفها المفاجیء من أجل الاجتماع لحفل التصوير وأخذ اللقطات للبث وينتهي کل شيء
کلنا شهد أزمات مفصلية وضعتنا علی المحك علی أقل ما يمکن لنعرف gياتنا وميانا ونسبر أغوار مياهنا الضحلة مثل أحداث قلعة الکرك وکذلك فيضانات وسط البلد وحادثة البحر الميت وإضراب المعلمين وباختصار أخفقنا إخفاقاً بدرجة الامتياز .
ولعل ما استدعاني أو استفز قريحة الكتابة لدي هو تلکوء الحکومة باتخاذ قرار تعطيل المدارس والجامعات تحديداً ما يخص العملية التربوية والتعليمة بالذات ,وهو استخدام تقنية التعليم عن بعد ,هذه الأضحوکة واللعاعة والعلکة المستهلکة التي لا تتعدی الطنطنات ,فلا أحد يستطيع الخوض بهذه المحرمات لأن منصة إدراك للتعليم عن بعد هي من تحتکر هذه الميزة ولا أحد يجروء علی نبش أو التعرض لمنصة إدراك والتي حلت في الجامعات وأخدت دور أساتذة الجامعات غير المتفرغين وقطعت أرزاقهم ,ولن أعقد الحسبة عليکم کثيراً فالأستاذ الجامعي غير المتفرغ والذي أغدقت عليه أسرته شوال من المال للحصول علی لقب دکتور يتم التعاقد معه علی مبلغ يتراوح ما بين ستماية إلی سبعماية علی أبعد رقم لإعطاء هذه المواد لکن منصة إدراك تتقاضی مبلغ ألف دينار وتنوف علی ذلك ثمناً للمادة من جلود طلاب الجامعات بالذات في امتحانات الاستدراکي و في التخصصات العلمية بالذات ومتطلبات الجامعات الإجبارية ,علما أن الجميع يعرف من هي منصة إدراك ولمن هي ولمن تعود منصة ملکيتها المحتکرة .
الحکومة بلا خجلٍ ولا وجل لا تمتلك قرار مثل هذا بالذات بوزارتيها العتيدتين التربية والتعليم العالي والبحث العلمي وبکل طواقمها , لأن البساط مسحوب من تحتها منذ زمن ليس ببعيد ,والحکومة تعرف حق المعرفة أن البنی التحتية أکثر ضعفاً وهشاشة من هکذا قرار.
هذا ما يخص الأزمات الأقل من عادية فکيف لو تعدی الأمر بنا وبوطننا وشعبنا إلی الشق الأخر من العنوان الثاني وهو الكوارث الطبيعية ,أعتقد فيما يخص الکوارث الطبيعية إذا کان صاحب العجل والبقرة صاحبنا قد انتقض وضوءه فلا شك سيکون الحال أنکی من ذلك في مسألة حدوث كارثة طبيعية أو غير طبيعية فلربما وصل الأمر للتبول في السراويل والتغوط حد الهريان في جدار البطن .
لا زلت مصراً علی نظريتي بأننا شعب يعيش علی البرکة ومشحون بالتساهيل وعلی شيفرة الفاتحة والشيخ رسلان .