jo24_banner
jo24_banner

حنفية الخبز والبداٸل المتاحة

شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
"رغيف خبزٍ في السلم ولا قالب حلوی في الحرب ",قول مأثور أو مشهور لا يهم من قاٸله ولا زمانه أو مکانه,فرغيف الخبز قد شکل الزحام في زمن السلم قبل الحرب والضاٸقات ,فالنشرة الجوية الجادة کفيلة بإغراق الشوارع في المدن والقری الأردنية بالطوابير والتهافت اللامبرر علی المخابز بکل أشکالها وجميع أنواعها ,ولنقترب من المشهد أكثر بعدسة الفکر التشخيصي والبحث المعرفي لإسقاط الرأي والقرار الشخصي والجماعي والوطني, نصل إلی محاسب المخبز في الزحام تکون التواصي وصلت إلی خمسة عشر ديناراً ,يتوقف الدور علی ثقافتنا وحسنا وشعورنا بالغير والمسٶولية بأن نأخذ فوق حاجتنا خمسة أرغفة لا ضير في ذلك لکن لا نحمل المخبز للحارة من رسالة علی الواتسب أو مکالمة مجانية.
تسرعت الحکومة وخلية الأزمة بالتأرجح بالقرار والإغلاق الفوري للمخابز دون وضع احتمالات وبداٸل ومخارج للمأزق ,فمن رأی عشية القرار اختنقت المخابز المنسية من ذاکرة المواطن والمهملة علی الأرصفة الهامشية,تهافت واختلاط وازدحام حتی نفق الدقيق من بعض المخابز مما اضطر المواطن للذهاب لمناطق أخری وربما النزول للمدن .
کان أجدی بخلية الأزمة ونحن إذ نسجل لهم جهودهم وإدارة المرحلة لغاية اللحظة بما يستوجب الرضا والاطمٸنان بکل تجرد,فکان أولی بهم إبقاء حنفية الخبز بانسياب وعدم اتخاذ قرار الإغلاق وتوفير کميات من الدقيق مضاعفة بنشرات إعلامية مضخمة تطمينية للمواطن ,لکن التدرج بضبط الحظر من خلال إغلاق منافذ القری والمدن إغلاقا محکما والتشديد علی عدم تواجد أکثر من شخص في المرکبة الواحدة وإصدار قرار بحجز المرکبة التي يضبط بداخلها أکثر من شخص أو أي طفل صغير ,ثم تتواجد دورية أمام المخابز وعدم النزول من المرکبة إلا لصاحب الدور بالشراء ووضع شرط عدم الشراء أكثٛر من دينار ونصف علی الأکثر للشخص الواحد وعدم تواجد أکثر من زبون واحد أمام الکاش ,وبما أنه قد سمح لسيارات الماء بالتجول والغاز تبقی مواد التموين وکذلك السماح لکل متجر بحمل بضاعته بتصريح والتجول داخل المناطق والقری لمن يرغب بالشراء .
سنحافظ علی الوضع النفسي وشيء إيجابي من ضبط الأعصاب للمواطن المحظور من التجول فقط بمجرد شعوره بتوفر أساسيات البيت اللازمة والتأکيد في كل مٶتمر صحفي علی انسيابية الخبز والتموين دون الدخول في مراهنات علی حلول لن تجد نفعاً فسيارات الخبز العاٸدة للبلديات لن تحقق الغاية المطلوبة وسيتم اتباع المزاج الشخصي للبلديات بالذات البلديات المشترکة والعاٸمة علی إشکالية توفير الخدمات بشکل منصف وعادل وممنهج .
ما تقوم به خلية إدارة الأزمة من باب حرصها الإنساني وواجبها الوطني هو جسر للثقة وتجسير للفجوة الباردة بين مواطن الأمس وحکومة اليوم ومراهنات انقضاء الأزمة ,وهي جهود لا زالت تحقق کل غاياتها وأهدافها بدليل البطیء الذي بات يميز انحسار وتضاٶل الإصابات المستجدة لکورونا ناهيك عن اتخاذ القرار لصاٸب بعزل مدينتي العقبة وإربد .
نراهن علی وعي المواطن کما نراهن علی من يتصدرون المشهد ويتسيدون الموقف العام وانضباط وتجانس الجهود بزمن قياسي هو ما يسجل للخلية وللحکومة وبخاصة توليف کل قوی الدولة والأجهزة الأمنية برغم اختلاف الواجبات المنوطة بکل نوع وفٸة واختصاص.
نحن في خندق إسمه الأردن وخلف ترس منيع هو الشعب الأردني وبيدنا سيف الوعي والتحمل والصبر وکسب الرهان الذي سيكون عرساً أردنياً واحداً سيضيء كل عتبات الأردنيين إن اتعظنا بغيرنا وحفظنا الدرس وتلاشينا الاستهتار واللامبالاة وأن الذٸب لا يفتك إلا بالقاصية عن القطيع.
تابعو الأردن 24 على google news