شكراً لك "جاك ما"

 بعد (14) يوماً من العزلة بسبب فيروس الكورونا المستجد -كوفيد 19- والخسائر التي تنزفها الدولة من حظر التجول وتعطيل الاقتصاد بغية الحفاظ على الأهم وهو حياة المواطن الأردني والمقيمين على أرضه، يمد صديقا يد العون مخترقاً ظلمة الكورونا، مؤكداً بأننا لسنا وحدنا، هذا الصديق القادم من الحضارة الصينية الفارس "جاك ما" وبالصينية "ما يون"، ملياردير صيني أشهر من نار على علم في الصين والعالم، هذا الصديق قدم دعمه للأردن، كالعديد من العرب والأجانب لأجل حبهم لهذا البلد وقيادته وشعبه.

ففي وقت يتسارع فيه انتشار فيروس الكورونا المستجد -كوفيد 19-، متجاوزاً حاجز المليون الأول من الإصابات وحاصداً أكثر من (65) الفاً من الوفيات، وانشغال الدول في مكافحته والتصدي له، وفي خضم معركة الأردن المصيرية بمنع انتشار الفيروس وتقديم كل الامكانيات لوقف تمدده، يقدم لنا "جاك ما" معدات وأدوات طبية تساعد الكوادر الصحية الأردنية في التصدي لفيروس الشيطان، هذا الفارس هو صديق لجلالة الملك وجلالة الملكة حفظهما الله ورعاهما، وصديق للأردنيين جميعا، هذا الرجل الذي تصفه الملكة رانيا بـ"الصادق في مواقفه وعطائه".

ما دفعني لذكر "جاك ما" تحديداً هو "نوعية" التبرع المقدم، فخلال الوقت الذي تغرق فيه دول العالم في دوامة الكوفيد-19 مناشدةً أي مساعدة طبية، نجد بين أيدينا معدات ومواد طبية تحمي كوادرنا الطبية -خط الدفاع الأول- وتساعدهم في اكتشاف الحالات المصابة، مما يساعدنا بالنجاح بوقف تمدد الجائحة وبوقت أقل، وهذه المواد -بلغة الاقتصاد- بضائع نادرة، الطلب عليها عالي والمعروض قليل -على الرغم من تحرك العالم بأكمله لتصنيعها، وهذه ليست أول مساعدة من هذا الصديق، فخلال العام 2018 قام بالتبرع بمبلغ (3) ملايين دولار أمريكي لدعم التعليم في الأردن.

نقول اليوم، لجاك ما وكل الأصدقاء، شكراً لإنسانيتكم، وشكراً لكم على وقوفكم بجانبنا، شكراً لكم على تقديم المساعدة في أحلك الأوقات، هذه المساعدة المصيرية في معركتنا ضد الفيروس، وأنتم فعلا "نِعمَ" الأصدقاء في وقت الضيق، حمى الله الأردن وقيادته وشعبه وأًصدقائه أينما كانوا.