الصين تحتفل بإنجازاتها بيومها الوطني "الواحد والسبعون"
بشار جابر
جو 24 :
احتفلت جمهورية الصين الشعبية يوم أمس بـ"اليوم الوطني" الـ(71) على تأسيسها، وهي أهم مناسبة للأمة الصينية، وأيضاً عطلة تمتد لأسبوع كامل وتسمى "الأسبوع الذهبي"، وحالياً وفي ظل شراسة جائحة الكوفيد-19 في العالم نجد من يتسأل هل احتفال الصين مستحق، وما الذي أنجزته الدولة لشعبها خلال الجائحة؟
خلال اليومين الماضيين قمت بتهنئة أصدقائي في الصين وشاركوني ببعض الصور لهم خلال رحلاتهم الداخلية، وكالعادة فإن العديد من المناطق السياحية مكتظة، والملاحظ التزام الجميع بالكمامة والتباعد، اللذين أصبحا جزء من الثقافة الوقائية للمجتمع، مع العلم بأن عدد الإصابات "المحلية" يبلغ (صفر) لعدة أيام، واصابات أخرى "واردة" خارجية، تم السيطرة عليها من خلال إجراءات صارمة.
منذ ظهور الجائحة بـ(ووهان) نهاية العام الماضي والصين تحاول السيطرة على الجائحة، والمذهل أن (1.4) مليـــار مواطن (18% من سكان العالم) لا يسجل لديهم أي حالات لأيام عديدة، والجميع يلتزمون بتعليمات الدولة الوقائية، ويحاولون جاهدين القيام بدورهم لحماية وطنهم وأنفسهم، فلا يوجد دولة بنظام صحي قادر على التصدي للوباء بشكل كفؤ وفعال 100%، ومع ذلك أذهلتني الاحصائيات الصينية للجائحة، فعدد المصابين (85) الف منهم (5%) وفيات، و(95%) متعافون، علماً بأن آخر وفاة كانت منذ أيار الماضي، في وقت تجاوزت الوفيات المليون وفاة عالمياً.
هذه النتائج عززت الثقة لدى الشعب بحكومته، حيث تشير التوقعات بأن (600) مليون رحلة داخلية متوقعة خلال الأسبوع الحالي في الصين، منها مئات الملايين بالسيارات والباصات، و(100) مليون رحلة بالقطارات، و(164) الف رحلة جوية لكامل الفترة. بالطبع هذه الإحصاءات بلغة الاقتصاد تعني رفد لموازنة الدولة وايرادات للقطاع الخاص وأيضاً استهلاك للمواطنين، ما يعني دفع عجلة الاقتصاد وعودة المياه لمجاريها. أما بلغة السياسة فهي استعراض لنجاح الدولة بمعركتها ضد الكوفيد-19، وقدرتها على حماية مواطنيها، من خلال السماح لمئات الملايين بالتحرك داخل القارة الصينية، وأن لا شيء يخافون منه، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية الأساسية.
أما اقتصادياً، فالربع الأول من العام 2020 )والذي بدأت به جائحة الكوفيد-19)، أثر بشكل سلبي على الناتج المحلي الإجمالي، بسبب الاغلاق العام والحظر الذي طال كل مدينة، فنجد انخفاضاً في الناتج المحلي (ولأول مرة منذ عام 1992) حيث بلغ الانخفاض (6.8%)، ولكن المعجزة كانت بالربع الثاني، حيث ارتفع الناتج المحلي ليصبح (3.2%) مقارنة بالربع الثاني من العام 2019 و(10%) مقارنة بالربع الذي يسبقه (الربع الأول-2020)، مما يشير الى بدء تعافي ثاني أكبر اقتصاد بالعالم من الفيروس الذي أصابه.
وفيما يتعلق بمساهمة الصين في واجباتها للمجتمع الدولي، فقامت بمشاركة سياسة المكافحة الخاصة بها مع العالم، وبإرسال العديد من الطواقم الطبية الصينية لمساعدة دول العالم، وتقديم اختبارات فحص ومعدات طبية، بالإضافة الى تعهدات مالية، أما أهم تعهد قدمته الصين (والذي يرتبط بنجاح لقاح صيني واعتماده) فتتعهد الصين على لسان رئيسها "شي جينغبنغ" بأن اللقاح سيكون "منفعة عامة عالمية وسيتم توفيرها للبلدان النامية الأخرى، على أساس الأولوية".
ختاماً، تتعافى الصين بشكل مذهل، وبالفعل يحق لهم الاحتفال بعيدهم، كمكافأة على ما قدموه من تضحيات بداية الجائحة للسيطرة عليها، وأيضاً على سرعة التعافي للمجتمع والاقتصاد الذي حققته، ومنذ أسبوع بدأت الصين بالسماح للأجانب (باستثناء الطلاب والسياح) بدخول أراضيها بعد تحقيق شروط وقائية محددة، وكأنها رسالة قبل احتفالات اليوم الوطني والخريف، ليحتفل الأجانب مع الصين بداخل أراضيها. وأرجو أن نحتفل جميعاً مع الصين باعتماد لقاح تشاركه عالمياً كمنح للدول النامية ومنفعة عامة عالمية.
* الكاتب طالب دكتوراة في جامعة الأعمال والاقتصاد الدولية-بكين
احتفلت جمهورية الصين الشعبية يوم أمس بـ"اليوم الوطني" الـ(71) على تأسيسها، وهي أهم مناسبة للأمة الصينية، وأيضاً عطلة تمتد لأسبوع كامل وتسمى "الأسبوع الذهبي"، وحالياً وفي ظل شراسة جائحة الكوفيد-19 في العالم نجد من يتسأل هل احتفال الصين مستحق، وما الذي أنجزته الدولة لشعبها خلال الجائحة؟
خلال اليومين الماضيين قمت بتهنئة أصدقائي في الصين وشاركوني ببعض الصور لهم خلال رحلاتهم الداخلية، وكالعادة فإن العديد من المناطق السياحية مكتظة، والملاحظ التزام الجميع بالكمامة والتباعد، اللذين أصبحا جزء من الثقافة الوقائية للمجتمع، مع العلم بأن عدد الإصابات "المحلية" يبلغ (صفر) لعدة أيام، واصابات أخرى "واردة" خارجية، تم السيطرة عليها من خلال إجراءات صارمة.
منذ ظهور الجائحة بـ(ووهان) نهاية العام الماضي والصين تحاول السيطرة على الجائحة، والمذهل أن (1.4) مليـــار مواطن (18% من سكان العالم) لا يسجل لديهم أي حالات لأيام عديدة، والجميع يلتزمون بتعليمات الدولة الوقائية، ويحاولون جاهدين القيام بدورهم لحماية وطنهم وأنفسهم، فلا يوجد دولة بنظام صحي قادر على التصدي للوباء بشكل كفؤ وفعال 100%، ومع ذلك أذهلتني الاحصائيات الصينية للجائحة، فعدد المصابين (85) الف منهم (5%) وفيات، و(95%) متعافون، علماً بأن آخر وفاة كانت منذ أيار الماضي، في وقت تجاوزت الوفيات المليون وفاة عالمياً.
هذه النتائج عززت الثقة لدى الشعب بحكومته، حيث تشير التوقعات بأن (600) مليون رحلة داخلية متوقعة خلال الأسبوع الحالي في الصين، منها مئات الملايين بالسيارات والباصات، و(100) مليون رحلة بالقطارات، و(164) الف رحلة جوية لكامل الفترة. بالطبع هذه الإحصاءات بلغة الاقتصاد تعني رفد لموازنة الدولة وايرادات للقطاع الخاص وأيضاً استهلاك للمواطنين، ما يعني دفع عجلة الاقتصاد وعودة المياه لمجاريها. أما بلغة السياسة فهي استعراض لنجاح الدولة بمعركتها ضد الكوفيد-19، وقدرتها على حماية مواطنيها، من خلال السماح لمئات الملايين بالتحرك داخل القارة الصينية، وأن لا شيء يخافون منه، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية الأساسية.
أما اقتصادياً، فالربع الأول من العام 2020 )والذي بدأت به جائحة الكوفيد-19)، أثر بشكل سلبي على الناتج المحلي الإجمالي، بسبب الاغلاق العام والحظر الذي طال كل مدينة، فنجد انخفاضاً في الناتج المحلي (ولأول مرة منذ عام 1992) حيث بلغ الانخفاض (6.8%)، ولكن المعجزة كانت بالربع الثاني، حيث ارتفع الناتج المحلي ليصبح (3.2%) مقارنة بالربع الثاني من العام 2019 و(10%) مقارنة بالربع الذي يسبقه (الربع الأول-2020)، مما يشير الى بدء تعافي ثاني أكبر اقتصاد بالعالم من الفيروس الذي أصابه.
وفيما يتعلق بمساهمة الصين في واجباتها للمجتمع الدولي، فقامت بمشاركة سياسة المكافحة الخاصة بها مع العالم، وبإرسال العديد من الطواقم الطبية الصينية لمساعدة دول العالم، وتقديم اختبارات فحص ومعدات طبية، بالإضافة الى تعهدات مالية، أما أهم تعهد قدمته الصين (والذي يرتبط بنجاح لقاح صيني واعتماده) فتتعهد الصين على لسان رئيسها "شي جينغبنغ" بأن اللقاح سيكون "منفعة عامة عالمية وسيتم توفيرها للبلدان النامية الأخرى، على أساس الأولوية".
ختاماً، تتعافى الصين بشكل مذهل، وبالفعل يحق لهم الاحتفال بعيدهم، كمكافأة على ما قدموه من تضحيات بداية الجائحة للسيطرة عليها، وأيضاً على سرعة التعافي للمجتمع والاقتصاد الذي حققته، ومنذ أسبوع بدأت الصين بالسماح للأجانب (باستثناء الطلاب والسياح) بدخول أراضيها بعد تحقيق شروط وقائية محددة، وكأنها رسالة قبل احتفالات اليوم الوطني والخريف، ليحتفل الأجانب مع الصين بداخل أراضيها. وأرجو أن نحتفل جميعاً مع الصين باعتماد لقاح تشاركه عالمياً كمنح للدول النامية ومنفعة عامة عالمية.
* الكاتب طالب دكتوراة في جامعة الأعمال والاقتصاد الدولية-بكين