jo24_banner
jo24_banner

صُناع الأزمات في عصر الكورونا

بشار جابر
جو 24 :
 
إن نجاح حربنا ضد عدو الدولة الأول "الكورونا المستجد" والقضاء عليه يعتمد على معادلة بسيطة مكونة من طرفين حكومة وشعب، وبوجود حكومة نزيهة ومواطنون واعون وملتزمون سنتجاوز هذه الأزمة، ولكن تبقى نقطة الضعف تتمثل بصُناع الأزمات الذين يعرضون جهود الدولة والشعب للخطر. اليوم وبحضور هذا الكوفيد-19 الذي نحاربه جميعاً دولةً وشعباً، نجد ضعفاء النفوس ممن يطعنون الدولة بخاصرتها من خلال التشكيك بقدرة الدولة على الصمود خلال هذه الأزمة، وأيضاً فئة محدودة لا تلتزم بالقرارات ممن يعتقدون أن الفيروس قد يخشاهم أو أنهم فوق القانون أو لأسباب يعجز فرويد وعلم النفس عن تفسيرها.

مفتعلو الازمات في عصر الكورونا، الذين منهم من نشر رأيه -لا يستند لحقائق- أو تسجيلات -دعائية- لكسر حظر التجول أو حتى تداول مقطع مرئي أو صوتي لنظريات -الغير منطقية- حول الفيروس، جميعهم يؤثرون على المجتمع بشكل سلبي، هذا التأثير يشبه السم الذي يقتل ببطىء علاقة الثقة بين الدولة والشعب أو يقوض قوة الدولة ومؤسساتها، هذا المجتمع -المكتفي بجرعة من القلق والتوتر الطبيعيين من الأزمة- لا يعلم ما مصير كل هذا على مستقبله، ولكنه ما زال يضحي لتجاوز الأزمة والوصول إلى بر الأمان بأقل خسائر.

نعم، سيكون هنالك خسائر، ولكن هنالك أيضاً فوائد عظيمة لوطننا عند إعلان السيطرة على انتشار الوباء والذي أظنه قريباً بعون الله، ولا أستطيع حصرها بمقال واحد، ولكن سأذكر أثرين إيجابيين للنصر، الأول هو "الأمن والأمان" الذي لطالما تغنينا به كأردنيين، هذا الأمن والأمان مفقود بمعظم دول العالم حالياً بسبب الكورونا المستجد، هذا المكسب سيحرك عجلة الاقتصاد والتعليم وكل ما توقف، وسيعيده الى ما قبل الجائحة، المكسب الثاني سيكون ميزة تنافسية لبلدنا مقابل غيره، باستطاعتنا استغلالها لتوسيع قطاعات صناعية وزراعية قائمة وجديدة، فمعظم سلاسل الإمدادات بالعالم توقفت بشكل جزئي أو كامل بسبب الجائحة، وخلو الأردن من الوباء يعني إعطائه أولوية للتصدير، بالتالي سيخلق المزيد من الوظائف وتدفق الأموال.

ختاماً، الأردن مَرَّ بأزمات باعتقادي أسوء وقادرة على زعزعة استقرار أي دولة، كالأزمات الجيوسياسية المختلفة وموجات اللجوء وتبعاتها على الاقتصاد والمجتمع، وما زال الأردن صامداً بقدرة الله وبصمود قيادته وشعبه، وكلي ثقة بأن الدولة -التي مرت بما سبق ذكره- قادرة على إدارة هذه الأزمة واجتيازها بالتخطيط والتنفيذ السليم، وتبقى مناشدة للدولة بتشديد العقوبات على ناشري الإشاعات وأصحاب التصرفات غير المسؤولة، فالوطن وحياة المواطن وسلامته فوق كل اعتبار، حمى الله الأردن وقيادته وشعبه.

تابعو الأردن 24 على google news