بين قميصي يوسف: الملطخ والمقدود
شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
غربال کورونا بالنسبة لوطننا هو أعتی الشداٸد التي مرت بيوسف عليه السلام من أبجدية رٶياه للاثني عشر کوکباً لترکه في غيابات الجب يصارع مصيره المجهول وافتراء إخوته علی الذٸب البريء وغير الموجود أصلاً حتی قدت قميصه امرأة العزيز وسجنه وهو لا يحمل وزر النساء اللواتي قطعن أيديهن فجاءه الفرج علی يد صاحب السجن الذي سيسقي ربه خمراً ذات يوم.
تواصلت المکاٸد,وکانت رٶيا الملك للسبع البقرات السمان والعجاف التي جعلت کل الشعب من باب العبودية والنفاق يفسرون الرٶيا بأنها مجرد أضغاث أحلام ومجرد حديث النفس للنفس في اليقظة لأن العزيز أعيته شٶون الرعية وأتعبه أمر تدبير شٶونهم ,بينما نزيل وسجين غريب انتشلته يد الله بعنايته من غيابات الجب وتم زجه بما هو أعتی من البٸر بل في غياهب السجون لم يکذب الملك في النصح ولم يجد أن في طريق المداهنة والنفاق المحفوفة بالورد سبيلُ للحياة ,لکن الأمر في نظر نبي الله يوسف عليه السلام وبصيرته کانت أبعد من قاصري النظر ومحبي الملك بالتزلف والزيف ,حين کانت الرٶيا ستعصف بأرض وشعب وملك مٶديةً بالهلاك رأی أن الصدق أنجی ولو بعد حين ,وربما لا نعلم هل تم إيکال مهمة خزاٸن الأرض والشعب لاختبار صدق نبوءة يوسف من قبل العزيز أم هي للثقة المطلقة برجلٍ لا يعرف عنه سوی الحسن في وجهه وانتشاله من بٸر معطلة ومتهم بقضية تمس الشرف والفضيلة?.
ما بين کل ما حدث وسيحدث هو فاصلة صواع الملك کي تتحقق رٶيا يوسف بسجود الأحد عشر کوکباً له ,تلك هي المکيدة الوحيدة کانت ليوسف الذي يمتلك کل أدوات البراءة لإخوته بشکلٍ عام ولبنيامين بشکل خاص ,وعلی محك الصواع تم التخلي عن بنيامين لقاء حمل بعير کما تم زج يوسف مرةً أخری بهتاناً بأنه قد سرق ذات يوم .
وها هي شمس کورونا التي لا يغطيها غربالها ,کشفت لنا عن کل أشباه إخوة يوسف وعن وجوه لم تختلف عن وجه زليخة ولم تبتعد عن أسبقيات صاحبي السجن ولا عن النسوة اللاتي قطعن أيديهن ,ووجدنا أن الملايين من قمصان يوسف الظليم قد قدت من دبرٍ وأن الزليخات لا حصر لهن بمن أردن بهم سوءاً .
فمن سرق صواع الوطن والشعب والملك هم من وضعوا الوطن في غيابات الجب وهم من أرادوا به کيداً حين برروا خلال تلفزاتهم واستيلاٸهم علی الدور التنظيري في الرخاء هم من غش الملك في رٶياه ,هم وحدهم أصحاب مصطلحات المعنويات عالية وإرضاء الشعب غاية مستحيلة ,هم أنفسهم من قالوا للملك ما تری هي أضغاث أحلام وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين .
وحين وقعت الفأس بالرأس أدار المشهد وزيران يوسفان والخوذ البيضاء وقزح الفوتيك المضمخ بالعرق والأقلام الصادقة التي تم سجنها واعتقالها لأنها تحدثت عن العير السارقين وعن صواع الملك وغيابات جب الشعب البسيط .
ليلة إعلان الحظر الأولی والتلويح بالتدرج بأوامر الدفاع العشرات من هٶلاء ضربوا وزجروا ووبخوا محاسبي ومدراء بنوك لسحب أرصدتهم ووضعها في البيوت خوفاً من الوطن لا خوفاً عليه,هم أنفسهم من روج لتجسيد الوطن في هيٸة متسول رثة يستعطف جيوبهم لکنهم زجروه وزجروا کل أوامره بأنهم هم من يمتلکون رقعة الشطرنج بأغلب مربعاتها السوداء والبيضاء وأن قطعتهم الوحيدة هي بعبع الاقتصاد الذي يخيف حتی متن ونص أمر الدفاع بذاته.
فالمداهنة لم تکن نهجي يوماً ما ولن تکون ,فهٶلاء لصوص الصواع وأصحاب البٸر وظالموا الذٸب أن الأوان لزجهم في نفس غايابات الجب الذي وضعوا الشعب والوطن به واستحلابهم لا استجداٸهم وتغريمهم لا اسکرامهم لأنهم أثبتوا أنهم لا يعرفون من بقرة الوطن إلا ضرعها الحلوب برغم جسدها الهزيل ,واليوم حين احتاجت هذه البقرة لحفنة حشيش أحرقوا کل العشب وتفحمت نفوسهم کما تفحمت حقولهم وکشفوا عن أنياب المصلحة ووباء حب الذات والدولارات والأبهات التي أثبتت أن کورونا باتت أرحم من حقبهم ووجودهم الیاٸس ,فکورونا يوماً ما سنحظی بلقاح ضدها لکن هٶلاء استعصت عللهم علی کل مشرطٍ وجراح وهم الذين يحملون خطيٸاتنا بين قميصٍ مقدود وأخر ملطخ بالدماء .