jo24_banner
jo24_banner

فايروس العنصرية الأمريكية

بشار جابر
جو 24 :
 "لا أستطيع أن أتنفس" هذه كانت اخر كلمات "جورج فلويد" الى الشرطي القاتل الذي يحمل شارة لحماية جورج وأمثاله من المواطنين بغض النظر إذا كانوا جناة او مجني عليهم، فوظيفة الشرطي تتمثل في حفظ النظام وتطبيق القانون وليس إطلاق الأحكام، ولكن في هذه الحالة أصبحت السلطة بيد الشرطي سلاح يجيز له قتل أي شخص مذنب أو بريء.
من شاهد التسجيل المتداول للحادثة يدرك مدى جنون الشرطي وكأنه مريض نفسي مكانه مصحة عقلية، لم يلتفت لمناشدات جورج والمشاة بالرحمة، هذا المجرم تجرد من كل ما يربطه بالإنسانية ونفذ جريمته بوضح النهار وأمام العالم بأسره، وكأننا ننظر لأفعى تلتف على عنق فريستها، تحركها فقط غرائزها.
حادثة الإعدام هذه إحدى حوادث كثيرة تشهدها الأقلية ذات العرق الأسود في الولايات المتحدة الأمريكية، ويثور المواطنون الأمريكيون ضدها حال حصولها، ولكن من دون جدوى، فلا يزال البعض من العرق الأبيض ينظر بشكل فوقي واستعبادي لأي عرق آخر، فكل الأقليات تبقى عبيد لديهم.
وما زاد الطين بلة تغريدة الرئيس الأمريكي بأن "ذكرى جورج يتم تشويهها من خلال عصابات تحدث الشغب"، بالطبع كلامه الى هنا صحيح، ولكن أكمل تغريدته "عندما يبدأ النهب يبدأ إطلاق النار" وما لا يعقل هنا هو تصرف الرئيس كأنه كاوبوي (Cow Boy)، تخيلوا لو كان المقتول أبيض هل سيهدد بإطلاق النار على أقاربه وأصدقائه في حال اثاروا الشغب، أم سيوازن كلماته كأن يقول "سيتم تطبيق القانون ضد مثيري الشغب"؟
أعتقد أن وحشية هذا الشرطي القاتل يشابه الى حد ما وحشية السياسة الخارجية للولايات المتحدة ضد دولة من دول العالم الثالث ترتكب جريمة أو خطأ حيث يتم خنقها بطريقة أو أخرى، مثل "الغزو العراقي للكويت" الذي ما زال شعب العراق يصرخ من عواقبه "لا نستطيع التنفس"، أو حتى بدون جناية مثل دولة فلسطين التي تصادر أراضيها لمصلحة طفل أمريكا المدلل "إسرائيل" حتى أصبحت "عاجزة عن التنفس".
ختاماً، أقول للشعب الأمريكي بأن جورج ليس الضحية الوحيدة لوحشية وسوء استخدام السلطة، فقد انضم الى مئات الالاف من ضحايا العنصرية والاستعباد والاستبداد من قبل دولتهم، ولكنهم ليسوا حاملين للجنسية الأمريكية مثل جورج، ولكن ذلك غير مهم فالمكان الذي تقصده أرواحهم يتساوى فيه الجميع.


تابعو الأردن 24 على google news