jo24_banner
jo24_banner

كل لحظة ولسانكم أطول يا طفايلة ..

كامل النصيرات
جو 24 :

بعد أن عادت تهمة إطالة اللسان بقوة إلى المشهد الأردني ؛ أتساءل : كم يبلغ طول لسان أصغر طفل طفيلي ..؟ أجزم بأنه طويل جداً ..و أجزم بأن الطفيلي عندما يولد فإن الداية أول ما تتفقد لسانه ..وأن الأب أول ما يسأل فإنه يسأل : آه طمنوني على لسان العيّل ..! فإذا صحّ لسانه صحّ باقي الجسد وصحّ معه العقل و القلب ..فدعوا الطفيلي ولسانه فإنه ( خلقة ربنا ) لسان مبين ..وكل لسان مبين هو لسان طويل .

في الطفيلة ما غيرها ثوّارٌ و معتقلون ..الطفيلة وحدها تعيد إنتاج ما يمكن إنتاجه الآن من هيبة كادت أن تختفي ..و إذا ما تمّ رمي الطفيلة بإطالة اللسان فلأن لسانها فعلاً طويل و أطول من أن يكون قصيراً في حالات الفساد الكبرى و سرقة الوطن قطعة قطعة ( عينك عينك ) ..!
فالطفايلة الذين يريدون ترتيب البيت الداخلي و يطيلون اللسان ..هم ذات الطفايلة الذين لا يرومون هدم البيت ولا التطاول على العرش ..و إنما عدم خلط الأشياء و الاندساس تحت مسمّيات طالما كانت السبب وراء إسكات الناس زمناً طويلاً .

في سنة 1995 جرجروني على محكمة أمن الدولة بتهمة إطالة اللسان ..يومها لم أجد مدينة تخرج ورائي ..ولا قرية ..ولا حارة ..ولم أجد إلا أمّاً بمدرقة سوداء لبستها على روحي قبل الميلاد ..و أباً مريضاً طار ورائي من مكان لمكان فقط ليقول لي في كل زيارة : كيفك ..؟؟ .. من يومها و أنا أطالب بشطب هذه المحكمة من سجلات الانسانية ...لأن وجودها أقوى من وجود ( أبو رجل مسلوخة و من الشبح ) ..بل إن وجودها في أي بلد يشي بوجود القمع مهما دافع المدافعون و برّر المبررون ..لأنهم في كل نفاق يسلكون و لو كان طريقهم ( وادي ) مليء بالخبايا و أوكار الدعارة ..!
و هاهم الطفايلة ..يلهثون وراء أبنائهم بتهمة إطالة اللسان ..و تمضي الحكومة بعيداً في ذلك ..و تشاركها في ذلك جهات أمنية ؛ تعلم تمام العلم أن معركتها مع الشعب في هذا الاتجاه ..ومع الطفايلة بالخصوص ..خسرانة خسرانة ..لأن من المعيب على دولة و حكومة و أجهزة أن توجّه لهم هكذا ( تهمة مخزية ) في زمن قطع الربيع العربي فيه شوطاً بالدم و عدّ القتلى ..بينما ما زال الأردنيون يرددون : العرش الهاشمي قاسمنا المشترك ..!

 في حالات الغضب ..يقول الانسان كل شيء ..فإذا وقفت كل أجهزة الحكومة على فم الغاضب وقت الفورة و حاسبته على سينه و صاده و أبجده و هوّزه و على لثغته فإنها بذلك تستحق أن تلتحق بدورة ( كيف تعامل شعبك ؟ ) ..وإذا ما قامت ذات الحكومة بعلاج كاذب للأزمة فإنها – أي الحكومة – يجب أن ( تشلح زق ) لأن من يشلح زقّاً معروف شو بيحكو عنّو ..!!

مقهور على الطفيلة ..مقهور على الطفايلة ..مقهور على المعتقلين ..مقهور من ( وليس على ) تهمة ( إطالة اللسان ) فهذه تهمة رخيصة في زمن الغلاء العربي ..مقهور من ( وليس على ) الحكومة لأنها ما زالت تبكي ولكن فرحاً لأنها مش مصدقة حالها للآن بأنها حكومة ..!

 أيها الطفايلة : ليت لساني من بعض لسانكم ..! بعد الحكم عليّ بسنة و نصف من المحكمة العسكريّة و قضيتها كاملة بذات التهمة التي تواجهكم اليوم ..قلت يومها :
وقالوا : تُطيل اللسان ..؟
فقلتُ : نعمْ ..أو
نعمْ
أطيلُ اللسانْ
على كل شيء جبانْ
ولستُ أحبّ الندمْ


abo_watan@yahoo.com

تابعو الأردن 24 على google news