jo24_banner
jo24_banner

العملية التربوية; خصخصة التعليم أم تعليم الخسخسة?

شبلي حسن العجارمة
جو 24 :

من منا لا يعرف مطار هيثرو في قلب لندن ?,ولعل الذين ذهبوا لأنجلترا شاهدوا بأم أعينهم ما يسببه هذا الاختناق لقلب العاصمة سواء في عمليتي الخروج والدخول للعاصمة أو منها ,ناهيك عن استثنانية أزيز الطاٸرات التي تقض مضجع المدينة بصباحها الحالم أو بنومها الوردي إذا لا تمر دقيقة علی سماء المدينة دون إقلاع أو هبوط .
قضية بل إشکالية لا زالت تٶرق اللندنيين وزٛوار لندن بل وحکومة لندن بما فيها القصر ,لکن منذ خمسة عشر عاماً والإنجليز بتکاتف الخبراء ومجلس العموم والحکومة وحتی العقلاء الإنحليز يدرسون الاحتمالات الممکنة والحلول المطروحة ضمن استفتاء شعبي کل عام للوصول لتوافق رسمي شعبي للخروج بحل من اثنين لا ثالث لهما ,وهو إما نقل المطار لمنطقة وسطية شبه خالية من السکان أو توسعة المطار علی حساب بعض المنشأٓت ومنها المباني التاريخية التي سيطالها احتمال التوسيع .ومتذ ذلك الوقت لم تحصل ولو تجربة واحدة لأحد الحلين لهذه اللحظة .
أنا والد لطالبة حصلت علی معدل 86% وابنة أخ بمعدل 91 وابنة عم بمعدل 88.بما معناه الفرح تام ومبتهج ,لکن رضاي نابع من عدم تقصيرنا وراحة ضميرنا بأن دفعنا ما يقارب ال3000 دينار للمراکز الثقافية الربحية والمدرسين الخصوصين من کلا الجنسين .کما أن هذا الرضا نابع من إحاطتي بنوع ابنتي وجهدها الذي کان قليلاً معدل التحصيل علی جهودها لما بذلته .
منذ تجربة المترك أو ما سمي بموضوع او امتحان القبول الموحد الوزاري في الصف الثالث الإعدادي ومن هنا بدأ مسلسل القرارت غير المدروسة واللاممنهجة ,ثم قرار امتحان الثانوية في الکتاب بامتحان واحد مکثف ,ثم تم إلغاء هذا القرار ,ثم تم إلغاء الرياضيات للأدبي واللغة العربية للعلمي ,ثم تم إلغاء القرار ,ثم تم تبني فکرة إلغاء الثانوية واستبداله بامتحان کفاءة للقبول في الجامعة ولم يتم إخراجه لحيز الوجود لأن البنی التحتية مستحيلة في هکذا تخبط بل هشة ولا يمکن المراهنة والارتکان لها وعليها .
جاء الذنيبات لينفخ الروح في رماد العملية التربوية وقد لمسنا صلاح الرجل عندما فعل في بواکير تقلده مهامه في الطلبة الذين التحقوا في الجامعات الأمر الذي أشاد به حتی أساتذة الجامعات ورٶوساٸها علی حدٍ سواء لتغير البنية الفکرية والعلمية للطالب والطالبة ,وتم وأد کل خطط الرجل قبل أن نحکم علی اکتمال تجربته .
وزارة التربية بمستشاريها تمارس لعبة نوار الدحنون بتزبط ما تزبط مع نتع بتولة وردة الواحدة تلو الأخری ,وبعد الانتهاء من وردة کاملة يتم تناول الأخری ,وما أن تنتهي هذه الشجرة بوردها تکون العملية التربوية قد دفنت وتم مسخ وطمس کل معالمها في هذا الوطن الذي بات مجرد حقل تجارب بکل مٶسساته .
التجارب لها جدول زمني للمعطيات وکذلك مٶشرات للنجاح والفشل ,والتجارب علی الکاٸن البشري الحي هي خطيٸة سندفع ثمنها الذي بدت موجات ألمه متذ عامين ولا زالت مستمرة .
کل هذه التجارب لا تمت للواقع بصلة ,مجرد تجارب وقرارت شعبوية لبث الحماس والفرح والاندفاع لدی ذوي طلاب وصلوا للمرحلة الثانوية بالدفش والدز فيما يسمی النجاح التلقاٸي الذي نام في حضن التنزيلات والعروض المجانية لدی وزارة تعتبر الرافد الأهم والأساس في رفعة وديمومة الإنسان والوطن وتطور الإنجاز .
معدلات تم تقفيلها بازدياد فصار الجيد ممتاز والمقبول جيد والراسب امتحان مفتوح حسب الرغبة لإتراع الجامعات لحل أزمة البطالة والجريمة والانحراف لمدة أربعة أعوام وبعدها تخصصات مشبعة وطلبات بالأٓلاف .
سوء التنسيق وماراثون التجارب واستنفاد الأشخاص کل خططهم الفاشلة في مراكز صنع القرار وانعدام العطاء بات يلقي بثقل ظله علی المشهد التربوي شٸنا أم أبينا أو امتعضنا أو جاملنا ,لقد اقترفتم أکبر الخطايا ببث الفرحة لمدة أسبوع أو عام أو أربع وفرشتم طريقها بالورد ,وحين يقوم أولياء الأمور بتسفيط دزازين من الشهادات والخريجين في البيوت سيتتناسون کل هذا الفرح ويتساقط کورق الخريف وسيلعنون النشوة ومن سببها لأن جدار الصدمة والخيبة کان أقسی من دروب المخمل الهشة والزغاريد القاصرة عن تحقيق أمل لطالبٍ درس أربع سنوات ليقف أمام طلبته حتی يتبخر علمه وکل مراحل التلقين .
لمصلحة من هذه التجارب المتسارعة ولمن هذه الٕأيدي التي تخطط لهدم وطمس العملية التربوية بالخفاء وقتل کل أحلام الأردنيين وإعادتهم لمربع الصفر التجهيلي الأول وسلبهم کل أدوات التمکين في كل المجالات ,هل سيتم خصخصة التعليم أم سيتم تعليم الخسخسة ولمن هذه المرة ستکون حصة الأسد يٛا تریٰ?.

 
تابعو الأردن 24 على google news