jo24_banner
jo24_banner

عن الرئيس المكلف

باسل العكور
جو 24 :


حتى لا نذهب مبكرا وبعيدا في تشكيل الانطباعات وبلورة ردود الفعل اعتمادا على افتراضات مرتبطة فقط بمقومات عامل الشخصية للرئيس المكلف، الدكتور بشر الخصاونة، وحتى لا نبدأ بشكل غير قابل للتبرير في سحب العامة والخاصة باتجاه المساحات القاتمة واشاعة أجواء اليأس والاحباط والخيبة، دعونا نُمهل الرئيس المكلف أياما معدودة لتنجلي الصورة بشكل أوضح.

التشكيل الوزاري مؤشر أكثر من كاف لنبني عليه الموقف النهائي من الحكومة، لسنا بحاجة لقراءة الديباجات الطويلة والخطط الحالمة والبرامج الوهمية والكثير الكثير من الـ "بور بوينت” و "الانوفوجراف"، وننتظر تقييم الأداء واستطلاعات المئة يوم غير البريئة لنشكل الموقف من الرئيس المكلف وحكومته الجديدة. المسألة وحسب خبرتنا الطويلة بهذه الديناميكية البائسة، أنك تستطيع أن تفهم مغازي ومعاني وغايات الرسالة من سطرها الأول…

اختيار الرئيس نفسه كان مؤشرا كافيا، ولكن ربما في جعبة الرجل ما لا نعرفه عنه، ربما لديه رؤية مختلفة ونهج جديد، ربما لديه استراتيجيات عملياتية ومشروعات وبرامج تنفيذية واقعية مقترنة بجداول زمنية، ربما كان صاحب ولاية حقيقية، يختار فريقه ويفرض أجندته، ويوقف التغول وينتزع صلاحياته ولا يترك شيئا للصدفة، ربما يكون رئيسا واعيا عارفا بالتحديات، وقادرا على وضع الأولويات، رئيسا قادرا على مكافحة الفقر والبطالة وسداد المديونية وخفض العجز، ومواجهة قوى الفساد المستحكمة في السلطة وخارجها، ربما سيحترم الرئيس الجديد الحقوق والحريات ونقصد هنا حقوق الانسان والحريات العامة والحريات الصحفية، ربما سيكون قادرا على وقف الانتهاكات.

الرئيس المكلف يعرف جيدا، وهو الدبلوماسي المتمرس، أن حصارا اقليميا يفرض على دولتنا، وأن تحالفا جديدا آخذ بالتشكل في المنطقة بقيادة الكيان الصهيوني يشتغل ضد ثوابتنا ومصالحنا الوطنية العليا، فهل سيختار حماية هذه الثوابت والمصالح، أم سيستمر مسلسل التفريط والاتساق المتدرج مع المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة؟!!

ربما سينحاز الرئيس المكلف للمعلم هذه المرة، سيعيد للمعلم اعتباره ونقابته ومجلسه، سيضمن تنفيذ مطالبه المهنية العادلة، الرئيس الجديد قد ينجح في وضع خطط للتعاطي مع انتشار الاصابات بفيروس كورونا مع مراعاة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية القاهرة للناس، سينجح في احتواء حالة التفشي المتسارعة دون الاضرار بالقطاعات الاقتصادية، الرئيس المكلف قد يدير الانتخابات النيابية بمنتهى الشفافية وسيكون ضامنا لنزاهتها…

هل يعرف الرئيس الجديد ان هامش الخطأ اليوم اصبح صفر بالمئة؟!!

هل نحن أمام شخصية سياسية مدركة وملمة بكل هذه التفاصيل وغيرها ، سؤال نحن نعرف اجابته جيدا، ولكننا سننتظر حتى نرى ما بجعبة الرئيس، وعندها -اي بعد ايام معدودة - سنجيب عليه…
وبشر الصابرين…
 
تابعو الأردن 24 على google news