عاصفة كورنا ;ما بين وزارتي الصحة والتربية
شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
تنتهي صلاحية الأشياء بانتهاء أسبابها ,قاعدةُُ فقهية لا يختلف علی صيغتها إثنان,ومن موجبات الاستمرار للقادة استمرار الملفات الساخنة والتي لم تغلق بعد ,أيضاً عرفُُ من بديهيات السياسة ومفهوم من مفاهيم الإدارة السليمة المحترفة مسلمُُ به .
کوفيد19,فايروس کورونا أو الجاٸحة الوباٸية ,أسماء لوضع راهن مستمر واحد , ما لم يجد العالم بمجمله مخرجاً لهذا السرداب المظلم ,والأردن في قرية العالم الصغيرة ليست بمنأی عن هذا الظرف العالمي الذي اجتاح دول العالم بکل تصنيفاتها سواء العالم الأول أو الثاني أو الصناعي أو النامي .
في خضم هذا الوجع برز وجهان بل وزراتان لوزيرين هما سعد جابر وزير الصحة ومحمد العضايلة وزير الإعلام ,کانا ترياق الأمل ووصفة الخلاص ومسحة الرحمة بإطلالتهما کل مساء ٛأو کلما استجد أمرُُ ما ,کان الخطاب من القلب للقلب لوزيرٍ تخصص في طب القلوب ويعرف حجراتها ولغتها ,وکذلك وزير الإعلام الذي انحدر من أحد فروع الأدب وفن الکلمة الطيبة الحکيمة ,فقد وصل هذان الوزيران الإنسانان وحلا ضيفان کريمان خفيفا الدم علی کل بيت أردني أينما کان وحيثما وجد ,وقد أجاد الرجلان ضمن ما أتيح لهما من إمکانات متوفرة ضمن مقترحاتهما بمدخلاتها وحتمية نتاٸجها ,وکان ما کان من نجاعة خططهما بتقليص عدد الحالات وعزل مناطق البٶر الساخنة لتجفيفها .
وزارة التربية والتعليم بوزيرها علی عکس ما أسلفت عن الوزارتين ,تخبط واضح في اتخاذ القرارت ,وانکشاف هشاشة البنی التحتية وعدم الجهوزية لاستقبال ظروف صعبة وإدارتها بامتياز أو نصف امتياز کهذا الظرف الأصعب الذي نواجه ,وانکشفت سوأة التعليم عن بعد وأصبحت تشکل اشمٸزاز وتحظی بعدم ارتياح للفجوة الکبيرة بين الطالب والمنهاج والمعلم لدی کل الأردنيين والأردنيات .
جاءت التشکيلة الحکومية بعکس کل التوقعات بل کانت صادمة,برغم أنها أتت بظروف استثناٸية بل صعبة للغاية,وکانت مکافأة من أحسن بالإقصاء ومن أساء وأخطأ بالاجتباء ,والمشهد لا يخفی علی أحد .
لقد تم طي الوزيرين بحقبتهما وإجادتهما أثناء بٶرة العاصفة كطي السجل للکتب ,بل تم إقصاٸهما من کل المشهد دون أدنی تردد علما أن الرضی الشعبي في تباين وزارتي الصحة والإٛعلام مقارنةً مع التربية والتعليم نسبة 1إلی 90%لصالح وزارتي الصحة والإعلام الراحلتين .
رحل الوزيران وبقي ملف العاصفة ,بل بات يتسع ويلقي بظلال کارثة صحية أخذ الشعب الأردني يدفع ثمنها باهظاً في إطار منظومة صحية متهالکة ,ليتم بناء فزاعة الاقتصاد الأردني الفاشل منذ أزمنة وبالذات في أحسن ظروف الوطن علی حساب جماجم الموتی وأنات الوجع متغافلا قفزة الأرقام لخانات الأٓلاف ما بين الإصابات وعشرات الموتی .
کل هذا المشهد وهذا التحليل يأخذنا لنتيجةٍ حتمية طالما کانت عبارة عن تمتمات وصلت حد الإشاعة بأن سياسة هذا الوطن سياسة القطة التي تأکل أولادها أو الحية التي باتت تعض بطنها ,حتی أصبحت مفهوماً راسخاً بإحباط وتثبيط ۣکل الهمم التي تحاول أن ترسم سيرةً نقية من سريرة أنقی ,لکن النهج الإقصاٸي لکل کفاءة والمجتبي لکل خيبة وخاٸب هو النهج الساٸد مع کل هذا الأسف, وهو الغول الذي يلتهم کل رأس تطل من شرفة الأمل ويفقأ کل عين ترقب إشراقة الشمس لحدوثة أملٍ جديد لشعب يستحق أن يسرد الوجع في صيغة الماضي البعيد البعيد !.