jo24_banner
jo24_banner

زعزعة الثوابت والعبث بالركائز

باسل العكور
جو 24 :
 


تعرفون أن الكتابة اليوم باتت كالسّير في حقل ألغام، يكاد المرء ينفجر به الحقل كلّه كلّما وضع نقطة أو حرك حرفا ساكنا، ولكن هذا لا يعني أبدا أننا سنضع وزر حملنا لأقلامنا دون أن ننبس ببنت شفة.. اليوم نشفّر وغدا نكتبها على الملأ، ونقول كيف جرى العبث بالميزان وضرب التوازن، ونصر الباطل واستلاب الحق..

لن نقبل ونحن نمارس مهنة الصحافة أن تنتهك حقوقنا دون أن نكشف على الأقل من قام بذلك. نعم، تحمّلنا الكثير وتمت محاصرتنا حتى جفّ الضرع وتقطعت الأوصال، ومع ذلك صبرنا وكظمنا غيظنا وعفونا وصفحنا، وكنّا على قناعة بأن هذا الضيق المعدّ والمرتب والمخطط له، سيتبعه حتما انفراج ولو بعد حين، ولكن يبدو أن الأمر استحال إلى حالة ساديّة، أخذ البعض فيها يتلذذ في ايذاء العاملين في هذه المهنة ومحاصرتهم وتجويعهم وتطويعهم..

تظنّون أنكم محصنون، وهذا بطبيعة الحال غير صحيح البتة، فنقدكم جميعا أمر ممكن، لأن حصانتكم بالأساس مستمدة من قناعتنا بحاجتنا لها، وليست خوفا ولا جبنا ولا خشية من سوء العاقبة والمنقلب.

ثم، هل نسيتم أن التغيير سنة الحياة، فهل دامت لغيركم، لأولئك الذين تمادوا في غيّهم وظلمهم وعدوانهم، حتى تدوم لكم، ولو قدمتم نفس الخدمات لا بل أسرفتم أكثر في ظلم أنفسكم والآخرين.. كيف نظلم ونحن نعرف -على الأقل- أن عدالة الله ستبلغنا عاجلا غير آجل؟ ما بالكم هل تظنون أن الأمر بهذه السهولة، وأن كلّ هذا التعدي والتغول والايذاء سيمرّ هكذا دون سؤال وحساب، هل أنتم فعلا بهذه السذاجة؟!!

اتركوا لنا حصننا الأخير.. لا يجوز أن يستسهل البعض تغيير النواميس وقلب الموازين ونصر الباطل والتفريط بأصحاب الحقوق..

وفي نهاية المطاف، أذكر بقول رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم: "اتقوا دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب".. فإذا كنتم مطمئنين من استسلام الناس واستكانتهم وضعفهم، فعلى الأقل لا تنسوا أن تخافوا الله ..
 
تابعو الأردن 24 على google news