jo24_banner
jo24_banner

ما وراء اليأس.. شعب ووطن يحتضران

شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
إلی أين نحن ساٸرون وإلی متی؟ سٶال يحمل تساٶلٍ لإجابتين نافلتين والفريضة الأخيرة ما هي الأهداف يا تری ؟.

سٶالُُ أتحدی أن نجد له إجابة من رأس الهرم وحتی القاعدة، حتی أنا لا أملك إلا مضارعة النظرة السوادوية مثل بقية شعبنا,ف باختصار من لديه وضع خطة لنفسه ولعاٸلته لمدة 48ساعة علی أبعد حد ؟,الجواب في خضم المعطيات التاٸهة والمدخلات الأکثر توهاناً لا توجد مخرجات إيجابية علی الۭإطلاق .

خطاب تقليدي اعتيادي من نمط الإنشاء والإملاء المحکمين، کلمات رنانة وعبارات ذات خلاخل أکثر رنيناً وأوضح إيقاعاً، وتصفيق يضفي عباءة الحماسة وتأليه الأشخاص حد القداسة وإلغاء الوطن بکل ما يحمل من معنی، هذه العباءة التي خلعتها فرنسا عام 1789 وتبعتها القارة الأوروبية حتی وصلت لأمريکيا، وحتی حضارة کونفوشيوس التي لو کانت تأخرت لکنها قطعت أشواطاً أتعبت به الغرب التقليدي بالذات في الهيمنة الاقتصادية .

أما نحن کالأيتام علی مواٸد اللٸام، نرسم سياساتنا علی کاريزما رٸيس دولة عظمی,ونرتب أولوياتنا علی دعابة ذلك الرٸيس وخفة دمه، ونقرأ علی شعوبنا تعاويذ المرحلة المقبلة تبشر بخير، لکن أي مرحلة، ما نوعها، ولصالح من، هذا سٶال في غياهب الغيب ونوع من التخدير !.

نجحت الحکومات المتذيلة أذيال بعضها البعض في توسيع الفجوة التي صارت وادياً من الرماد بين الشعب وسلطاته الثلاث، حتی بتنا نعلق أٓمالنا علی الخطابات والعبارات الشاحنة للحماسة والعاطفة والخالية من دسم الفاٸدة وصيانة الحقوق والمکتسبات، ولعل خطف رٸاسة المجلس ومساعده کانت أکبر دليٛل علی المسرحية الأکثر هزالاً وضعف وانکشاف للعقل المتبصر لا للعاطفة المتخلفة والمتأخرة .

بتنا نٶکد جتی للمحتل بأن فلسطين هيٕ قضية کيان ديموغرافي وحدود لقلة من الشعب موسوم بالفلسطيني بعد أن کانت قضية کونية، ثم انحدرنا بها لقضية دينية ثم قومية حتی باتت قضية صراع بين شعبين أحدهما أعزل والثاني مجرد من الشرعية والمبدأ وحتی الإنسانية .

لقد کتبت أکثر من خطاب لناٸب سابق، لم يختلف إلا رقم المجلس وخربطة نقاط الاحتياجات والمطالبات، وعلی رأسها موضوع المتقاعدين العسکريين الذي تم استغلاله کشعار انتخابي لدغدغة المشاعر بينما منذ تأسيس السلطة التشريعية والمتقاعد من الأسوأ للأسوأ,حتی بتنا نطالب بالإبقاء علی کرامة عيشه کأضعف حلقة ولم تتم للحظة نشر هذا المقال .

التعليم حقل تجارب أهلکته وجوه الوزراء وحقن التجارب وتعفن الفکر التربوي من خلال المساس بقدسية المعلم الذي تم تشويهه والانقلاب عليه وعلی لقمة عيشه .

جاءت کورونا لتکشف سوأة منظومتنا الصحية والاقتصادية، کما کشفت سوأة مٶسساتنا هزات کبيرة مثل السيول والأمطار الأخيرة .

ملفات ولدت کفيفة کسيحة صماء لمشاريع مستدامة کالباص السريع الذي لا زال يرواغ في مکانه ويلوح بتلك الأزمات الخانقة لأصحاب القرار أن هذا العمل يستنزف موارد الدولة ولکن کما يقال عنز ولو طارت .

هيٸة تشجيع الاستثمار باتت غولاً يقضم الطبقة الوسطی، حتی القروض وسياستها الانقلابية تهبط الفاٸدة تمشياً مع المرحلة ومتطلباتها في کل دول العالم لخلق بيٸة توازن ودفع عجلة الاستثمار وعدم الإجهاز علی المستهلك والزبون بغض النظر عن مستواه حتی فاقمت من الأزمة وباتت کارثة وشيکة ستحل بنا قريباً.

الضمان الاجتماعي حدث ولا حرج، يحتاج لمصنف من عشرات المجلدات فمبلغ 6,5 مليار دينار من جيب الشعب الأردني باتت سياسة الإجهاز عليه قاب قوسين أو أدنی تحت ذراٸع السلف، القروض، التأمين الصحي للعلاج والدراسة وعروض مغرية ضمن دعاية مجنونة إلخ، وکل هذا يشکل سور من الشك والوهم في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب .

الإعلام العام وبعض دکاکين الإعلام الخاص حدث بلا حرج أيضاً، هي من أظلت وظللت الشعب الطيب وأظهرت القمح وهي إذ تکل الزوان والشوك والحصی والتراب بالتستر علی المعلومات التي باتت أقرب من عضة کوساية علی رأي أهل الشام علی منصة فضاء الإعلام الكوني، فقد صارت في وضع لا تحسد عليه لعجزها عن مواکبة الحدث وتخلفها عن رکب الديجاتل وبث الحقيقة ضمن هيمنات باتت تذلها وتقبح شکلها وتمج طعمها الممل .

نهاية التعليلة نحن فشلنا في کل الملفات، وسقطنا حتی أمام أنفسنا وتعرينا أمام مرايانا، لم ننجح حتی بإدارة ملف واحد, مٶسساتنا تدار بأيادي الغرباء ويقاسموننا علی أرباح صروح شيدناها بعرق الجبين وصبرنا من أجلها صبر الخشب تحت المناشير .

لا شيء يٶنس ولا حلم يٶملنا ولا حتی عقاقير الأرض تسکن أٓلامنا المزمنة، بتنا کما يقال "مثل معايد القريتين لا صبنا خير ولا سلمنا من الملامة"!.
تابعو الأردن 24 على google news